فى ذكرى تحرير سيناء| النصر يأتى بطاعة الله والالتزام بتعاليمه

ذكرى تحرير سيناء
ذكرى تحرير سيناء

وهب الله سبحانه وتعالى مصر أرض سيناء المقدسة، فهى مهد الرسالات السماوية ومسرح الأحداث التاريخية المهمة ومنها حرب السادس من أكتوبر عام ٧٣ من أجل عودة سيناء قلب مصر إليها والتى استحقت وتستحق أرواحنا فداء لها قد صدق الله وعده إذ قال: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا»..

فما هى أهمية ومكانة سيناء أرض الأنبياء فى القرآن.. يقول الشيخ أحمد شهاب من علماء وزارة الأوقاف: أرض سيناء أرض مقدسة مباركة وصفها الله فى كتابه العزيز بالبقعة المباركة، كما وصفها بالوادى المقدس ومن دواعى الشرف والفخر أن الله أقسم بها فى القرآن العظيم وأن العظيم لا يقسم إلا بالعظيم حيث قال الله تعالى: (والتين والزيتون وطور سينين) وطور سينين هو الجبل الذى كلم الله تعالى عليه سيدنا موسى عليه السلام .

ويضيف: سيناء هى معبر الرسل والأنبياء  حيث وطئت أقدامهم الشريفة هذه البقعة المباركة منهم إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى وأمه البتول عليهم جميعا الصلاة والسلام، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على مصر صراحة فى القرآن ووصى  النبى محمد صلى الله عليه وسلم بأهل مصر خيرا فمصر بلد الخيرات لقد طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى عليه السلام فقالوا: (ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم).

وقد افتخر فرعون بملكه لمصر لما فيها من البساتين والزروع والعيون والقصور فمصر بها من الخير ما يكفى الأرض كلها فهى خزانة الأرض يقول كعب الأحبار: من سره أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر.

ويؤكد أن الله قد جعل حب الأوطان والحفاظ عليها من الإيمان وهذا الحب فطرى وغريزة بشرية وبالأخص إذا كان الوطن فيه هذه الخيرات والأماكن المقدسة ذات المكانة العالية؛ فسيناء تاريخ وحضارة وجمال وجلال.. قطعة غالية يجب الحفاظ عليها وعلى الوطن كله للإحساس بالأمن والاستقرار، وصدق القائل سعيد بن هلال: مصر أم البلاد وغوث العباد.

ويشير إلى أن تحرير سيناء الغالية ما كان ليتم إلا ببذل كل غال ونفيس من أجل تحرير هذا الوطن، فقد بذلت من أجل تحقيق ذلك الأرواح الغالية، حتى استطعنا أن نسترد كل شبر محتل من أرض الوطن العزيز، وإن أبطال القوات المسلحة البواسل ليروون تراب الوطن بدمائهم الزكية من أجل حمايته والذود عنه ومواجهة المخاطر والتحديات التى تستهدف الوطن وتهدد أمنه واستقراره ويجب علينا جميعا المحافظة على الاستعداد والالتزام بطاعة الله فى كل وقت فهما مفتاح النصر على الأعداء دائما مصداقا لقوله تعالى: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».