«شروق» قصص قصيرة للكاتب مصطفى علي عمار

الكاتب مصطفى علي عمار
الكاتب مصطفى علي عمار

شروق:

 

في الصباح تأخرت الشمس .صاح الناس في الشوارع، تخبطوا في الظلمات، زحفوا ليُشعلوا المصابيح ...حجبتها الغيوم، دخلوا منازلهم، خلت الشوارع إلا من القطط... عقدوا اجتماعًا ليتولى أمرهم قط، أخيرًا ظهر أسد، اختفت القطط، خرج الناس، طلعت الشمس مشرقة.

 

الحرُّ والصقيع :

 

أجلس في ظل الشجرة الكبيرة التي غرسها جدي وسط منزلنا الكبير، لم يبقَ سوى براعم الأوراق الصغيرة.. يعتريني الألم، أشعر بالحر تارة وأخرى بصقيع البرد، أسمع حفيفها، تتساقط دموعي أقوم للنوم، يأتي جدي ليرويها، معه كل الأوراق الساقطة، أحتضنهم جميعًا، أستيقظ مبتسمًا، دامعة عيوني.

 

دعوة غذاء:

 

على الشبكة العنكبوتيه تعرّف عليه.. أصبح من أعز أصدقائه.. دعاه للزيارة في قصره الكبير.. اعتذر.. لانشغاله بتصريف شئون القرية... طلب منه أن يأتي إليه لقضاء يوم معه في جو الريف... وافق متشوّقًا.. هيأ نفسه.. توجه بسيارته الفاخرة.. على مدخلها خرج عليه مسلحون، أخذوا سيارته وكل ما يحمل معه، وقَّع لهم إيصالات أمانة، ليتركوه حيًّا.. صرخ مستغيثًا بالعمدة.. لم يجد له أي وجود.

 

عمل هام:

 

في الطريق تعطلت سيارته، استقل سيارة أجرة على عجل، كلما أوقفها السائق ألح عليه بالقيام للحاق بعمله، تشاجر معه. أقسم عليه بالنزول استقل سيارة أخرى... تفهَّم سائقها الأمر. دخل غرفة الإنعاش لم يمكث طويلًا، نادوا عليه، أمرهم بالإسراع، دخل غرفة العمليات. استعد للعملية نظر في الحالة: "إنه سائق السيارة الأجرة".

 

حرمان:

عاش في كنفه فقيرًا، ملكًا..، آثره على نفسه، يوم رحيله عجزت حواسه.. تجلد، نهض يسعى..أقبلت عليه الدنيا.. ذات صباح صرخ باكيًا: خذوا كل شيء أعطوني ابتسامته.