«حورية على نافذة الطريق» قصة قصيرة للكاتب علاء الدماصي

«حورية على نافذة الطريق» قصة قصيرة للكاتب علاء الدماصي
«حورية على نافذة الطريق» قصة قصيرة للكاتب علاء الدماصي

كانت مثل شجرة الأنوثة، في بستان الأنوثة، عيونها تشع حنان ورموشها تبرز رقة، وهيئتها تجسد العفة, وروحها تترجم خفة الظل، حاصرت قلبي في أول لحظة  كأنه ينموا ويترعرع بداخلها، شعرت بأني أعرفها ...متى وأين ؟..

هذا السؤال الذي كان يداعب خاطري وأنا أسير في الطريق الموازي لطريقها ، كنت أبصر إليها ولكني لا أرى ، لحظات وأدركت " الملاك" تتحسس أسوار الميدان لتدرك طريقها غير المعلوم .. صوت أبواق السيارة المزعج أوحى لها بإشارة الانتظار.. فتحركت تستشعر تقاطع الطريق بإحساسها لتعبر  إلى الجانب الآخر... هممت وأنا متوجس إلى التقاط أنامل يديها لأقودها إلى الشارع المقابل ..

لكن صوت السيارة الحمراء كان أسرع من خطواتي، فجرفها سائق ضرير القلب، ليصتدم قدميها بمقدمة السيارة فقفزت وانتشلتها من أمام السيارة وسقطت بين يدي وهي في حالة إغماء...

هرولت مسرعا بها إلى المستشفى لتتلقى الإسعافات الأولية...بعد ساعات من العناية الطبية، أفاقت "الملاك" ووجدتني بجوارها.. لمعت عيناها العسليتين كجوهرتين أو لؤلؤتين .. حركت الجوهرتين تجاهي مبتسمة كأنها تريد  أن تقول: أني أبصرت .. فوجدت يداي دون إرادة من جانبي تلتف حول عنقها لتحتضنها ... فإذا بأجراس المنبه توقظ أذاني ... وصوت رقيق يهمس لي قولا واحداً: " أصحى يا جزمة ...الساعة بقت ٨"