إنها مصر

11 سبتمبر !

كرم جبر
كرم جبر

استدعى الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن رغبته الشديدة في الانتقام، وهو يصرخ غاضباً " لم أكن أتخيل أبداً أن يستخدموا طائرة كصاروخ "، وأعاد إلى الأذهان غضب جورج واشنطن أول رئيس، الذي كان يعتبر الإرهابيين أعداء للبشرية، "ولا يمكن أن يكون هناك سلام على الأرض بسبب أفكارهم، ويجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم البعض ".


وكان حادث 11 سبتمبر الإرهابي الإجرامي، إيذاناً بزراعة الشر في المنطقة، وإعلاء الوحشية والكراهية، وإعادة إنتاج العنف والقسوة التي حدثت في أفغانستان عندما كان الإرهابيون بندقية للإيجار في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي، وبعد انسحاب السوفيت بحثوا عن عدو جديد.


11 سبتمبر هي التي فتحت على المنطقة بوابة جهنم، وجعلت أمريكا تلقي بكل ثقلها في الشرق، بحثاً عن الأشرار، الذين حاولوا تدمير أكبر حضارة على مر التاريخ، واستغلوا الطائرات المدنية مثل أسلحة الدمار الشامل، وزرعوا الرعب والخوف بين المدنيين.


و"الجزاء من جنس العمل"، فبعد تدمير العراق، جاء الدور على سوريا واليمن وليبيا وتونس واستهدفوا ايضا مصر، واستيقظت الجماعات الإرهابية التي تدربت في كهوف أفغانستان، فعادوا إلى بلادهم لتبدأ سلسلة جديدة من الحروب الدينية في بعض دول الشرق.
وتحدث خبراء دوليون عن حروب دينية تندلع في المنطقة، تستمر ثلاثين عاماً، على غرار الحرب الدينية في أوروبا التي وقعت أحداثها في القرن الـ 17، حتى إنهاك قوى كل المتحاربين، ثم إرغامهم على الجلوس في غرف التفاوض لقبول الإملاءات، دون أن يدركوا أن الأديان في الشرق غيرها في الغرب، وإذا اشتعلت الحروب الدينية لا تنطفئ جذوتها إلا بعد انهيار الدول نفسها.
وبعد العراق جاء الدور على سوريا، وتكرار سيناريو "الاشتعال الذاتي"، بين الجماعات الإرهابية التي كانت وبالاً على شعبها، ولكن الرئيس السوري صمد وحافظ على جيشه، وتغيرت موازين القوى لصالحه.


11 سبتمبر جعلت بعض المتطرفين في أمريكا يناصبون العداء للمسلمين، وظهرت مصطلحات الحروب الصليبية، التي اعتذر عنها بوش الأب فيما بعد، واستغرق الأمر سنوات طويلة حتى تغيرت نظرة عداء الأمريكيين تجاه العرب والمسلمين.
وكان مقدراً تكرار السيناريو مع مصر، وإشعال حرب دينية ليست بين المسلمين والمسيحيين فقط، بل استحضار نموذج حروب السنة والشيعة، وكان الإخوان على أتم استعداد للمهمة القذرة.


كان الإخوان على استعداد أن يبيعوا مصر وأرضها وشعبها، وكل شيء، وصولاً لحلم الخلافة، ورفعوا شعار يا نحكم مصر يا نحرقها، وأنقذت العناية الإلهية مصر وشعبها.
البداية الحقيقية للجحيم العربي المسمى بالربيع، كانت يوم 11 سبتمبر، وما زال العرب والمسلمون يدفعون الثمن حتى الآن.