يا رسول الله أعياني النحيب
وعلى في الصدر محموم الوجيب
وأنا أنظر حولي فأرى
أمة الإسلام كالملك السليب
دولة الإسلام هاتيك التي
لم تكن عن أفقها الشمس تغيب
أصبحت أجزاؤها شتى وفي
كل جزء نشتكي الهم الرهيب
هم جهل ، هم جوع ، والردى
يحصد الآلاف ، والحال كئيب
***
يا رسول الله أردانا الهوى
وانعدام الفكر والرأي اللبيب
كل ذا ، والذل من غفلتنا
يحتوينا ، وحجانا في مغيب
يبتلينا كل من لذ له
نهب ما نملك من خصب خصيب
لم تهن أمجادنا من قلة
لا ، ولا أودى بنا الأمر العصيب
لو تمسكنا بما شئت لنا
من كتاب الله والشرع الطبيب
***
يا رسول الله أعمانا الغوى
وانغماس الناس في اللهو المريب
فغدونا لعبة ، تلهو بنا
عسكر الكفار في دهر عجيب
قلبت فيه الموازين ، غدا
سيدا من سيد بالأمس القريب
وتنكرنا إلى أعرافنا
حين قلدنا هوى الغرب الغريب
صار هم الناس مالا متلفا
صار فخر الناس بالزي القشيب
***
يا رسول الله حدنا جهرة
عن صراط الحق والنهج الأريب
لعب التلفاز في أفكارنا
ومللنا ذلك العيش الرتيب
مثلما الأنعام لا هم لنا
غير مرعانا بصبح ومغيب
ما لهذا بعثت أمتنا
ما بهذا جئت يا خير حبيب
إنما كنا بلاغا للورى
بهدانا يهتدي الكون الرحيب
***
يا رسول الله هذي حالنا
مالت النفس وفي النفس رقيب
قد تعاهدنا مع الله على
الأمر بالمعروف بالقول الرطيب
ما لنا - والله - إلا الملتجا
لرفيع العرش ، يا نعم المجيب
جد ، وقدرنا على أنفسنا
فنزكيها من الشرك المريب
ونربي تحت رايات الهدى
أمة الإيمان والفتح القريب
اقرأ أيضًا| «محاكمة زويس» قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم
