الانبعاثات تنشر الأوبئة وتفسد الزراعة.. والحر يدمر الأعصاب

التغير المناخي| لون المحيطات تحول للأخضر ودرجة حرارة المياه ترتفع

لون المحيطات يتغير تبعا لحالة المناخ
لون المحيطات يتغير تبعا لحالة المناخ

■ كتب: ياسمين السيد هاني - علياء أسامة أيوب - مرام عماد المصري - أحمد شعبان - نوال سيد عبد الله

كشفت أبحاث أن المحيطات تغير لونها ومن المحتمل أن يكون السبب هو تغير المناخ، حيث أصبح البحر الأزرق العميق أكثر اخضرارًا بمرور الوقت، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة نيتشر، مع تأثر المناطق الواقعة فى خطوط العرض المنخفضة بالقرب من خط الاستواء بشكل خاص.

في غضون ذلك، قال تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية إن درجة حرارة سطح محيطات العالم ارتفعت بحلول نهاية مارس إلى أعلى مستوى لها فى 40 عاما. وقال العلماء إن معدلات الحرارة زادت بشكل مطرد بل إن الحرارة لم تتراجع لأكثر من شهر مما وضع الأرض فى منطقة مجهولة.

ونقلت مجلة «نيتشر» أن المحيط العالمى شهد حرارة قياسية بلغت 21.1 درجة مئوية فى أوائل أبريل الماضي، بزيادة 0.1 عن الدرجة القياسية التى سجلت فى مارس 2016.

وترتفع درجة الحرارة على سطح المحيط مثلما يحدث على الأرض بسبب الاحتباس الحرارى إلا أنها يمكن أن تقفز من عام إلى آخر مع اختلاف المواسم ثم تختفى.

ولكن فى عمق 2 كم تحت السطح، لا يمكن رؤية هذا التباين فى أى مكان تقريبًا. حيث إن ارتفاع درجة الحرارة هناك فى ارتفاع مستمر منذ عقود، وذلك بسبب استخراج الوقود الأحفورى.

ويقول الدكتور بول دوراك، عالم أبحاث متخصص فى قياسات المحيطات فى مختبر لورانس ليفرمور التابع لوزارة الطاقة الأمريكية إن قدرة المحيط على الاحتفاظ بالحرارة هائلة لأنه يلتقط أكثر من 90٪ من اختلال التوازن فى الطاقة الذى يحدث بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان.

◄ اقرأ أيضًا | فيديوجراف| المحيطات الخضراء.. ماذا فعل التغير المناخي بمياه البحر؟

ويوضح أن المحيط أقل انعكاسًا بكثير من الأرض ويمتص المزيد من الطاقة المباشرة من ضوء الشمس.

ورغم أن الغازات الدفيئة تحبس المزيد من الطاقة التى تنعكس مرة أخرى، مما يسمح بقدر أقل من الهروب إلى الفضاء، إلا أن المحيط يحاول موازنة نفسه مع الحرارة فى الغلاف الجوى.

وأوضح تقرير تقنى ضمن أحدث تقييم مناخي للأمم المتحدة تحت اسم «مكاسب الحرارة التى لا يمكن فهمها»، أن المحيط سجل 396 زيتاجول من الحرارة بين عامى 1971 و2018 ويعنى المزيد من الحرارة مزيدًا من موجات الحر البحرية التى تدمر النظم البيئية فى الماء.

ووجدت دراسة أجريت فى يناير أن المحيط زادت حرارته بمقدار 10 زيتاجول فى عام 2022 عن العام السابق وهو ما يكفى من الحرارة لغلى 700 مليون غلاية كل ثانية.

وتشير الدراسة إلى أن الغلاف الجوى احتفظ بنحو 2٪ من الحرارة الزائدة الناجمة عن الاحتباس الحراري منذ عام 2006 وذلك بمقارنة مع المحيط.

ويقول دوراك إنه لم يكن حتى أوائل العقد الأول من القرن الحالى عندما بدأت رؤية التغيرات فى المحيط التى تنبأ بها علماء المناخ منذ فترة طويلة.

ولكن العلماء تمكنوا من الحصول على رؤية أطول تعود إلى عقود أخرى باستخدام النماذج المناخية حيث يقومون بدراسة نماذج المناخ مع تدوين الملاحظات حتى يتم الحصول على نتائج متسقة والتى كشفت جميعا ارتفاعًا مستمرًا فى الحرارة.

وتوضح الدكتورة برناديت سلويان من وكالة العلوم الحكومية الأسترالية أن المحيطات تلعب دورا محوريا فى التأثير على المناخ وهذا كله بسبب كمية الطاقة اللازمة لتسخينه وهذا هو الحديث المستمر بين المحيط والغلاف الجوي الذى يقود الطقس سنويًا.

وتقول سلويان إن المحيط يتصرف مثل مكيف الهواء للكوكب من خلال امتصاص الحرارة الزائدة بلا هواد ، وإنها ليست خدمة مجانية خاصة أن الحرارة جاءت مع ارتفاع معدل الأحماض فى المحيطات، وارتفاع منسوب مياه البحر والتغيرات فى وتيرة الطقس المتطرف.