لا تجاوز للواقع ولا مبالغة فى القول بالأهمية الكبيرة لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذى عُقدت جلساته الأحد الماضى فى مدينة العلمين، برئاسة «محمود عباس» الرئيس الفلسطيني وحضور غالبية أمناء الفصائل. ويستمد الاجتماع أهميته من حجم التطورات السلبية الجارية على أرض الواقع الفلسطيني والإقليمى والدولى فى صورته العامة، وما يتصل منها بالتفاعل الإيجابى مع القضية الفلسطينية ومستقبلها، فى ظل تنامى وتزايد الجرائم والممارسات الإرهابية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة.
وفى هذا الإطار بات من اللافت لنا جميعاً، الموقف الدولى العاجز عن التحرك الإيجابى الجاد والعادل لوقف الممارسات الإسرائيلية العدوانية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطينى فى القدس والضفة وغزة وكل المدن والقرى المحتلة. وأصبح واضحاً ما أدى إليه هذا العجز من تصاعد العمليات الإرهابية والجرائم البشعة التى يقوم بها المحتل، بينما يكتفى المجتمع الدولى بالدعوة إلى التهدئة وضبط النفس فى مساواة فاضحة وغير عادلة بين القاتل والقتيل. ولكن هذا الواقع يصبح أكثر مرارة، إذا ما أضفنا إليه الموقف الأمريكى والأوروبى المنحاز بالكامل لدولة الاحتلال والعنصرية والتطرف، وصمتهم المخزى على الجرائم العدوانية المستمرة للاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين. وكان من النتائج المباشرة لهذا العجز الدولى تصاعد غرور القوة لدى الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وازدياد رغبتهم المُعلنة فى تصفية القضية الفلسطينية. وسط ذلك كله يأتى الموقف المصرى ثابتاً فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى.
وفى هذا الإطار تأتى استضافة مصر لاجتماع الفصائل لبحث السبل لاستعادة الوحدة الفلسطينية والتوصل لاستراتيجية موحدة لمواجهة التحديات التى تواجه الشعب الفلسطينى.