بدون تردد

محمد بركات يكتب: اجتماع‭ ‬الفصائل

محمد بركات
محمد بركات

لا تجاوز‭ ‬للواقع‭ ‬ولا‭ ‬مبالغة‭ ‬فى‭ ‬القول‭ ‬بالأهمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لاجتماع‭ ‬الأمناء‭ ‬العامين‭ ‬للفصائل‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬الذى‭ ‬عُقدت‭ ‬جلساته‭ ‬الأحد‭ ‬الماضى‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬العلمين،‭ ‬برئاسة‭ ‬‮ «‬محمود‭ ‬عباس‮»‬‭ ‬ الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحضور‭ ‬غالبية‭ ‬أمناء‭ ‬الفصائل‭.‬ ويستمد‭ ‬الاجتماع‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التطورات‭ ‬السلبية‭ ‬الجارية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬فى‭ ‬صورته‭ ‬العامة،‭ ‬وما‭ ‬يتصل‭ ‬منها‭ ‬بالتفاعل‭ ‬الإيجابى‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تنامى‭ ‬وتزايد‭ ‬الجرائم‭ ‬والممارسات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬المحتلة‭.‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬اللافت‭ ‬لنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬الموقف‭ ‬الدولى‭ ‬العاجز‭ ‬عن‭ ‬التحرك‭ ‬الإيجابى‭ ‬الجاد‭ ‬والعادل‭ ‬لوقف‭ ‬الممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬العدوانية‭ ‬المتصاعدة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬والضفة‭ ‬وغزة‭ ‬وكل‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬المحتلة‭.‬ وأصبح‭ ‬واضحاً‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إليه‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والجرائم‭ ‬البشعة‭ ‬التى‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المحتل،‭ ‬بينما‭ ‬يكتفى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة‭ ‬وضبط‭ ‬النفس‭ ‬فى‭ ‬مساواة‭ ‬فاضحة‭ ‬وغير‭ ‬عادلة‭ ‬بين‭ ‬القاتل‭ ‬والقتيل‭.‬ ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬يصبح‭ ‬أكثر‭ ‬مرارة،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أضفنا‭ ‬إليه‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكى‭ ‬والأوروبى‭ ‬المنحاز‭ ‬بالكامل‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعنصرية‭ ‬والتطرف،‭ ‬وصمتهم‭ ‬المخزى‭ ‬على‭ ‬الجرائم‭ ‬العدوانية‭ ‬المستمرة‭ ‬للاحتلال‭ ‬ضد‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬ وكان‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬المباشرة‭ ‬لهذا‭ ‬العجز‭ ‬الدولى‭ ‬تصاعد‭ ‬غرور‭ ‬القوة‭ ‬لدى‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وازدياد‭ ‬رغبتهم‭ ‬المُعلنة‭ ‬فى‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬ وسط‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬يأتى‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬ثابتاً‭ ‬فى‭ ‬دعمه‭ ‬ومساندته‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭‭.‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تأتى‭ ‬استضافة‭ ‬مصر‭ ‬لاجتماع‭ ‬الفصائل‭ ‬لبحث‭ ‬السبل‭ ‬لاستعادة‭ ‬الوحدة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتوصل‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬موحدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭.‬