سر جريمة «الطالبية» .. الأب قتل أبنة وأدعى أنه مات فى «خناقة» !

جريمة الطالبية
جريمة الطالبية

آمال فؤاد

  آخر ما كان يتصوره سكان أحد العقارات بمنطقة الطالبية بالجيزة؛ أن يكون الزائر الجديد للعقار مع أسرته المكونة من ثلاثة أفراد، زوجة وولدين يمثل لغزًا انتهى بعد خمسة أيام قضاها عبد الغفار مع أسرته بجريمة قتل كانت مصدر رعب لكل سكان البناية التي يسكنونها؛ جريمة قتل تقشعر لها الابدان؛ تحول فيها الاب الذي هو من المفترض الراعي والسند والمصدر الأول للحماية لأبنائه إلى «قاتل» في غمضة عين ضاربًا عرض الحائط كل مشاعر الرحمة والإنسانية، تناسى أن الذي طعنه بالسكين هو فلذة كبده، لتكون الجريمة حديث الناس في المنطقة التي يقطن بها، ولكن ماهي الأسباب التي جعلت الاب يقدم على قتل نجله؟  وكيف حدث هذا؟!، ولماذا حاول الأب الإفلات من جريمته زاعمًا مصرع ابنه في مشاجرة بالشارع لا يعلم عنها شيئًا؟ وما الذي كشفته كاميرات المراقبة، وماذا جاء في أقوال شهود عيان الواقعة؟!أسئلة نجيب عنها في السطور التالية.

حالة من الفزع والرعب تملكت أهالي منطفة الطالبية خلال سماعهم لصوت وصراخ واستغاثة سيدة،يتجمع الناس أمام العقار مسرح الجريمة؛ ما شاهدوه رؤيا العين هي جثة هامدة غارقة في دمائها في قلب الشارع امام العقار الذي يقطن به، مشهد بلا شك مروع، بعدها بلحظات يرون الاب تاركًا جثة ابنه امام العقار ويدخل الى غرفته، وبدأ يلملم في ملابسه يتمتم بكلمات أدركها الجميع أنه يشتم الام، من ناحية أخرى يحاول خال المجني عليه انقاذ الابن من الموت،هل كان الأب يستعد وهو يلملم ملابسه لكي يهرب؟!، ادرك سكان العقارهذا فأسرعوا في احتجازه، والبعض الآخرتوجه بالمجني عليه برفقة خاله لنقله الى أقرب مستشفى من محل سكنه بالطالبية، كان ذلك في حوالي الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الحادث.

بلاغ

وتوالت الاحداث بعدها، وعقب ذلك  تلقى قسم شرطة الطالبية بلاغًا من مستشفى الهرم يفيد بوصول شاب يبلغ من العمر 18 عاما جثة هامدة اثر تعرضه لطعنة في الصدر ووفاته أثناء تقديم الإسعافات الأولية له بالمستشفى، وكان برفقته أحد جيرانه وخاله وفور ذلك تم نقل الجثة الى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة، وعقب ذلك شكلت أجهزة الامن بالجيزة فريق بحث للوقوف على ملابسات واسباب مقتل الشاب، انتقل فريق البحث إلى المستشفى محل البلاغ  وتبين صحة الحادث وعقب إجراء المعاينة الأولية، تبين انه شاب يدعى حاتم 18 عاما في العقد الثاني من عمره يعمل «باليومية» يعيش مع والده حارس العقار ووالدته وشقيقه الأصغر، بالبناية محل الحادث وعلى جسده آثار ضرب وكدمات ومطعون طعنة نافذة بالصدر  وبمناقشة  احد جيرانه وخاله عن أسباب الحادث اخبرهم؛ ان شقيقته اتصلت به واخبرته أن ابنها أصيب في مشاجرة ولقي مصرعه اثر ذلك ولا تعلم أي  شيء عن مرتكب الواقعة.

وفور ذلك انتقل فريق البحث إلى العقار محل الحادث واستمع رجال المباحث إلى اقوال الأب وبعض شهود عيان الواقعة للوقوف على ملابسات الحادث، حيث زعم والده امام فريق البحث أنه لايعلم أي شيء عن الحادث، وأن نجله «المجني عليه» خرج صباح يوم الواقعة للبحث عن عمل ولم يره ثانية إلا جثة هامدة أمام العقار.                                                     مكان‭ ‬الجريمة

كما اكدت والدته عدم علمها بالحادث خوفًا من زوجها ولكن الدموع والحالة التي كانت عليها من الحزن والاسى واتهامها لنفسها أنها السبب في مقتل نجلها دون وعي؛ كان الخيط الذي التقطه فريق البحث الجنائي لكشف لغز الجريمة ومرتكبها.

وما اكد شكوك رجال المباحث؛ هو شهادة إحدى السيدات التي تقطن العقار حينما رأت جثة المجني عليه امام العمارة التي تسكنها، وظلت تصرخ حتى تجمع الناس ونقل الى المستشفى،وقالت السيدة أيضا إنها رأت الأب يجري وراء نجله وطعنه بعدما دارت مشادة كلامية بين المجني عليه والجاني ولا تعلم لماذا؟!

كشف المستور

قام فريق البحث بتفريغ الكاميرات المحيطة بالعقار وعقب تفريغها كانت المفاجأة الصادمة؛ حيث تبين ان الشاب لم يخرج من العقار في ذلك اليوم على الاطلاق،وبالتالي تبين عدم صحة رواية الاب، وعقب ذلك القت الأجهزة الأمنية القبض على الاب، وتحرر محضر بالواقعة وتم عرضه على النيابة ووجهت له تهمة القتل العمد، في بداية  الامر انكر المتهم الاتهامات الموجهة اليه ولكن عقب تضييق الخناق عليه اعترف تفصيليا بارتكاب الجريمة، وأنه قتل ابنه مستخدمًا آلة حادة.

كما جاء في اعترافاته أثناء التحقيقات؛ أنه يوم الحادث نشبت مشادة كلامية بينهما وتطورت إلى مشاجرة قام علي اثرها نجله المجني عليه بمحاولة التعدي على والده، إلا أن الاب استل آلة حادة وطعن بها نجله حى لفظ أنفاسه الأخيرة، والسبب أن الابن رفض عمل والدته في البيوت والأب كان متمسكًا بذلك، وعقب اعترافات الاب بجريمته امرت النيابة بدفن جثة المجني عليه عقب صدور تقرير الصفة التشريحية، وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

اقوال الشهود

كنا في مسرح الجريمة واستمعنا إلى شهود العيان وأقوالهم حول الحادث قال «محمود،ح» يقطن بجوار العقار: انه مساء يوم الحادث أصيب الشارع بحالة من الفزع الشديد حين صرخت سيدة وعندما ذهبنا إلى المكان رأينا المجني عليه غارقا في دمائه، وأضاف الشاهد؛ان هذه الاسرة هم سكان جدد بالمنطقة جاءوا قبل خمسة أيام وخلال هذه الفترة كان الاب ونجله في شجار مستمر حتى أخذ السكان قرارًا وقتها بطرده واسرته نتيجة الشجار المستمر ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد وأقدم الاب على قتل ابنه دون رحمة.

كما قالت «ايمان،م» واحدة من سكان العقار محل الحادث؛ إن ما سمعته عنهم أن الجاني واسرته جاءوا من إحدى محافظات الصعيد للعمل حارس للعمارة التي تسكنها، والمجني عليه يعيش معهم وينزل بشكل يومي يبحث عن عمل لتوفير الأموال ولكن الاب معتاد الشجار مع ابنه، يريد منه أموالا والابن يرفض ونتيجة ذلك راح الشاب المسكين نتيجة عدم مسئولية الاب.

اصل الحكاية

وقال بعض الشهود الآخرين: إن هذا الاب «الجاني» جاء الى العقار قبل 5 أيام لكي يعمل كحارس عقار وبرفقته زوجته وابنيه الاثنين، المجني عليه  18 سنه وآخر 14 سنة، وقالوا انه من  «المنيا» ويدعى»عبد الغفار 50 عاما»وقام ملاك العقار بتسليمه مفاتيح البناية والغرفة الخاصة به واسرته، لكنه من وقت لآخر كان يتشاجر مع زوجته وولديه لدرجة أن شجاره هذا وصوته المرتفع باستمرار أصاب السكان بالضجر، وان الاب كان يريد أن تخرج زوجته إلى العمل في البيوت ولكن المجني عليه رفض هذا ووقف في وجه ابيه، وامام عناد الأب ورفض الابن دارت مشاجرة بينهما وعلى اثرها سقط الابن جثة هامدة.

اقرأ أيضًا : اعترافات الأم القاتلة : «أمر بحالة نفسية بعد وفاة زوجى من 4 سنين»

;