في المليان

حاتم زكريا يكتب: هل هى الهـزيمة الكاملة للترجي؟ والأهلي العملاق يواصل مسيرته المنتصرة

حاتم زكريا
حاتم زكريا

■ بقلم: حاتم زكريا

رغم الهزيمة الصعبة التى لحقت بفريق الترجي التونسي يوم الجمعة الماضى فى مباراة الذهاب للدور قبل النهائى لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري لكرة القدم فإن فريق النادى الأهلي المصرى وجهازه الفنى والإدارى لم تأخذهم نشوة النصر بملعب رادس بالعاصمة التونسية بثلاثية نظيفة مع الرحمة المفرطة فى عدم زيادة الرصيد من الأهداف.. 

ورغم أن الأمانى تبقى ممكنة فى كل الأحوال فإن تحقيق نتيجة تقترب حتى من التعادل فى مباراة العودة بالقاهرة مساء غد يمكن وصفها تبعاً لتخيلات البعض كمن يحاول تسلق أحد الجبال الشاهقة بلا جدوى وفقاً لإحدى الصحف التونسية التى دخلت مع زميلاتها فى عزف سوداوى نظراً للسقوط المدوى لشيخ الأندية التونسية وسفيرها الدائم فى ساحات الكرة الأفريقية.. كما عزفت تلك «الجوقة» بحسرة شديدة وأرادت أن تقول إن الترجى بات خارج الصورة عملياً فى صراع المنافسة على بطاقة النهائى مع الأهلى العملاق.. 

ولا شك أن صحوة الأهلى فى مباريات دورى المجموعات بعد فوزه برباعية نظيفة على القطن الكاميرونى بملعبه وبين جماهيره بعد خسارة صعبة من صن داونز الجنوب أفريقى ( 2/5 ) كانت الشرارة التى أعادت الأهلى إلى «التراك» ليستعيد بريقه الأفريقى وصولاته وجولاته فى ساحة الكرة الأفريقية فبعد أن تجاوز صراع المجموعة الثانية مع الهلال السودانى برفقة صن داونز اجتاز الرجاء البيضاوى المغربى فى دور الثمانية ليلاقى الترجى التونسى أحد أقوى أوائل المجموعات فى الدور نصف النهائى. 

وكانت موقعة الترجي من المواقع المهمة التى عمل لها الأهلى ومديره الفنى السويسرى مارسيل كولر ألف حساب فنياً وبدنياً وتكتيكياً.. ورغم الظروف والنتائج السيئة للفريق التونسى مع غياب عدد من أبرز نجومه فإن الأمر لم يكن ينبئ أن يكون الفريق فريسة سهلة فى متناول أقدام لاعبى الأهلى وأن يفلت «بالصدفة» من فضيحة مدوية لو نجح الأهلى فى استغلال كل الفرص التى لاحت له.. وهو ما ظهر واضحاً على حركات وانفعالات الكابتن نبيل معلول المدير الفنى للترجى الذى ظل بمفرده عقب انتهاء المباراة تحت مظلات مقاعد  البدلاء من اللاعبين والجهاز الفنى والإدارى.. ومن كان يتابع المباراة على شاشة التليفزيون يمكنه أن يخرج بعناوين مثيرة كثيرة تقول على لسان معلول دون أن ينطق كلاماً كثيراً ما كان يستطيع أن يصرح به فى تلك اللحظات المؤلمة، وهو ما أفصح عنه فيما بعد عندما أعلن استقالته من تدريب فريقه عبر حسابه على فيسبوك وطالب جماهير الترجى مواصلة دعم الفريق، وأكد تفهمه لحزن وخيبة أمل جماهير الترجى العريقة وأشار إلى أنه حاول بكل ما فى وسعه إيجاد الحلول المناسبة وتجاوز الصعوبات وتحقيق أفضل ما يمكن من النتائج .. 

وفى معسكر الأهلى أبدى مديره الفنى السويسرى مارسيل كولر سعادته ليس بالفوز بثلاثة أهداف نظيفة على الترجى بالملعب الأوليمبى برادس، ولكن لزيادة معدل الإنسجام لدى اللاعبين وتطور مستواهم ولم يعد هناك فوارق فنية وبدنية بين الجميع فلا تشعر أن هناك لاعباً أساسياً وآخر احتياطياً.. ورفض ما يتردد بأن الأهلى حسم مسألة التأهل إلى الدور النهائى وفى جلسة مع لاعبيه أكد أن الأهلى سيدخل مواجهة العودة على أنها مباراة الحسم دون النظر إلى نتيجة مباراة الذهاب وكأنها لم تحدث.. 

وفى نفس السياق أشار سيد عبد الحفيظ مدير الكرة إلى أن الأهلى لا يتعامل بمبدأ القطعة ويجب عبور الجولة ذاتها ثم يكون القرار النهائى بشأن المكافآت فماتزال هناك مواجهة الإياب بالقاهرة ونحن نعمل لها ألف حساب لأن المنافس قوى له سمعته وتاريخه فى دورى الأبطال، ولذلك فإن بطاقة التأهل للدور النهائى لم تحسم بعد.. 

ومن المؤكد أن كولر لن يفكر فى إراحة بعض اللاعبين غداً نظراً لضمان التأهل وفقاً لتكهنات الكثيرين، ولكنه حذر لاعبيه من الاعتماد على نتيجة مباراة الذهاب خاصة وأنهم يواجهون فريقاً كبيراً وعليهم التركيز الشديد لعبوره.. ويرفض الجهاز الفنى فكرة إراحة اللاعبين فى مواجهة الغد لضمان التأهل، وأشار إلى أن الوحيد ربما الذى يمكن أن تتم إراحته هو حمدى فتحى لاعب الوسط بسبب حصوله  على إنذارين وحال حصوله على إنذار ثالث فإنه يغيب عن ذهاب نهائى دورى الأبطال.. 

وأعتقد أن حضور عشرة آلاف من مشجعى الأهلى مباراة مساء غد لا يعنى عدم الاهتمام بها، ولكنه يعطى فرصة للمنظمين لالتقاط الأنفاس.. ولا شك أن العشرة آلاف يمكنهم القيام بدور المائة ألف بحماسهم الملتهب طوال المباراة..