تَقبُّل فكرة الإصابة بمرض السرطان ليس بالأمر السهل، بل يحتاج لصبر ودعم قوى للقدرة على تحدى المرض والقضاء عليه، ولعل العامل النفسى يقع عليه النسبة الأكبر من الشفاء، لذا قررت جيهان عبدالفتاح، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة اكانسر كيرب، أن تهب نفسها لخدمة مريضات السرطان وتقديم الدعم لهن ليستطعن العيش بشكل أفضل فى محاربة هذا المرض الذى لا يرحم.
بدأت الحكاية عندما أصيبت جيهان بمرض السرطان عام 2016 ورأت بنفسها تفاصيل رحلة العلاج وما تعانيه من مشكلات عديدة أبرزها غياب الدعم النفسى فى أماكن العلاج، وبعد تلقيها العلاج وتم الشفاء بإذن الله تعالي، قررت تنفيذ مبادرة تحت اسم ابينكيب فى شهر يناير 2018م وتأسست رسمياً فى أبريل 2020 بترخيص من وزارة التضامن الاجتماعى برقم (925) لسنة 2020 بالإدارة المركزية بهدف تقديم خدمات الدعم النفسى لمرضى ومريضات السرطان.
برنامج الدعم النفسى
بدأت المبادرة فى العمل على تقديم الدعم النفسى وتحسين الحالة النفسية والجسدية لمريضات السرطان، لتحقيق الهدف منها وهو الوصول لمجتمع متكافل واعٍ بأهمية الدعم النفسى لمرضى السرطان وأسرهم، والسعى لرفع وتنمية الوعى العام من خلال تنفيذ بعض الشراكات مع القطاعات الحكومية والشعبية والمجتمعية لدعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض والعودة بهم لجودة الحياة ما بعد الإصابة للمساهمة فى تنمية المجتمع. ويتمثل برنامج الدعم النفسى فى تنفيذ دورات تدريبية تعمل على تحسين الحالة النفسية والجسدية لمريضات السرطان وهو المحور الأساسى الذى يتم من خلاله رصد مشاكل المريضات وحلها حتى تكون حالتهن النفسية مستقرة مما يسهم فى التحسين من الحالة الصحية، وتعمل المؤسسة على وضع مقترح قانون لتضمين الدعم النفسى ضمن بروتوكول علاج مرضى السرطان.
الدعم القانونى
ومن خلال رصد الاحتياجات وُجد أن بعض السيدات يتم تطليقهن أو التخلى عنهن بدون طلاق بسبب الإصابة بمرض السرطان، وعلى ذلك قامت المؤسسة بإنشاء وحدة الدعم القانونى لقضايا الأحوال الشخصية، والعمل أيضا على تنفيذ مشروع قانون (نفقة الجزاء)، للمساعدة على حل مشاكل المريضات بالشكل القانونى من خلال تولى المؤسسة جميع الجوانب بالمجان.
وقد حرصت المؤسسة على تنفيذ التوعية بالشكل الصحيح من مختلف الجوانب، حيث تمت التوعية بأهمية ودور الدعم النفسى لمريضة السرطان وأسرتها المحيطة وكذلك التوعية بأهمية التغذية السليمة للأسرة لحمايتهم من الإصابة بمختلف الأمراض وذلك بالشراكة مع وزارة التضامن من خلال مبادرة اصحتين وعافيةب، حيث تتم التوعية بأضرار استخدام زيوت القلى على الصحة والبيئة وخطورة تكرار استخدامه على الصحة، وأيضا التوعية بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدى وطرق الفحص الذاتى.
التمكين الاقتصادى
وبعد رصد احتياجات السيدات فى جلسات الدعم النفسى وجد أن هناك حاجة ملحة للعمل وتحسين مستوى الدخل، فتم تدشين مبادرة اشغل أيديناب لتعليم السيدات الحرف المختلفة التى تتناسب مع هوايتهن وحالتهن الصحية لتوفير فرص عمل لهن تساعدهن على التمكين الاقتصادى دون اللجوء للمساعدات، وتم بالفعل تسجيل المؤسسة مع هيئة تحديث الصناعة ليتم تدريب السيدات على يد مدريبن معتمدين لضمان جودة التدريب والمنتج والبدء فى تصنيع ملابس من صنع محاربات السرطان تحت اسم (كير– منتج صنع بأيدى محاربات السرطان)، بالإضافة عن وجود ورشة خاصة داخل المؤسسة لتعليم الحياكة وصناعة الجلود والنول والكليم بشكل عصرى، وكذلك الصابون الطبيعى والمغربى والفازلين الطبى ومنتجات العناية بالشعر الطبيعية، بحيث يفيد ذلك المريضة فى الاستخدام على المستوى الشخصى بحيث يفضل لها استخدام كل ما هو طبيعي، ومن ناحية أخرى يعد مصدر دخل لها يوفر لها مزيد من النفقات.
برنامج المساعدات الطبية
ولم تغفل المؤسسة المساعدة فى توفير العلاج والكشف والعمليات الجراحية والأشعات والتحاليل والعلاج الإشعاعى والقوافل الطبية، هذا فضلا عن برنامج الثدى التعويضى التى تعد له المؤسسة من أجل تقديم الأعضاء التعويضية بالمجان لغير القادرات وهو ليس احتياجا نفسيا فقط، بل هو عنصر هام لإعادة الثقة بالنفس بعد عمليات الاستئصال وكذلك احتياجا طبى حيث إن استئصال الثدى يسبب تشوهات واعوجاجا فى العمود الفقرى على المدى الطويل، هذا بالإضافة للأسورة السيليكون التى يتم توزيعها مجاناً على مريضات سرطان الثدى وهى الأسورة الوحيدة المصنوعة بنظام حفر ألوان ويتم تصنيعها خصيصاً خارج مصر من سيليكون آمن لا يتفاعل مع الجسم. لتذكرة المريضة والعاملين فى المجال الطبى بأن هذه الذراع تم استئصال الغدد الليمفاوية منها ولا يسمح بها الحقن أو قياس الضغط أو السكر أو تركيب كانيولا.
وأخيرا تحرص المؤسسة على توفير المساعدات الموسمية المرتبطة بالمناسبات بشكل كامل للمريضة وأسرتها، كما يوجد قسم خاص يعمل على إصلاح ما أفسده الكيماوى من الإصابة ببعض أمراض العظام والجلد وأمراض النساء وأيضا العيون، ليتم توفير كشف لها ولأفراد أسرتها بالمجان تماما لتخفيف الضغط والعبء الاقتصادى عليها من نفقات علاج، بالإضافة لبرنامج الترفية والقيام برحلات مجانية للمرضى وأسرهم.
نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 10/5/2023
اقرأ أيضًا : أستاذ جراحة أورام يكشف تفاصيل خطة الدولة لمحاربة السرطان