حكايات| «صور حلوة وذكريات».. ستوديوهات الفوتوغرافيا شاهدة على تاريخ الإسماعيلية

مصور في أحد الشوارع - أرشيفية
مصور في أحد الشوارع - أرشيفية

كتب فتحي البيومي

 

لا تزال محافظة الإسماعيلية، تحتفظ بين شوارعها بتاريخ من الذكريات وثقته استوديوهات التصوير، ذات الزاويا والواجهات العتيقة، إلى جانب الكاميرات القديمة، إلا أن استطاعت أن يكون لها نصيبا في توثيق ذكريات مواطني الإسماعيلية.

يبدو أن التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية وغيرها من أساليب التصوير الحديثة سلاح ذو حدين، فقد ساعد انتشار تلك الوسائل على تراجع عمل ستوديوهات التصوير الفوتوغرافي بنسبة تكاد تكون كلية، فالتصوير باستخدام هذه الوسائل قد جعل الأمر أكثر سهولة من الوسائل التقليدية المستخدمة من ذي قبل.

ولكنها اللقطات والصور التي تم صناعتها بهذه الوسائل القديمة ستظل لها مكانة خاصة ومذاقا محملا بعبق التاريخ والأصالة، فصورة  واحدة من تلك الصور القديمة تساوي عند البعض قيمة كبيرة عن مثيلتها من تلك الصور التي تتم باستخدام الهواتف الذكية وأجهزة التصوير الحديثة.


إن الناظر إلى الصور القديمة يشعر فيها بحياة مختلفة تنطق فيها كل تفاصيل الصورة بذكرى ذات معنى خاص يعيد صاحبها لذكريات قد تحمل مشاعر جميلة يبتسم لا شعوريا عند مراجعتها.

 


وشأنها شأن بقية محافظات مصر حظيت الإسماعيلية بتواجد عدد من أقدم مصوري الفوتوغرافيا أقل ما يقال عنهم بأنهم مبدعون.
فمع نشأة الإسماعيلية انتشر بشوارعها من يمارسون مهنة التصوير ولعل أول من عمل بهذه المهنة فيها هم الأجانب الذين يعملون في شركة قناة السويس.

بداية التصوير في الإسماعيلية
يقول الباحث والمؤرخ "أحمد فيصل" لقد عرفت الإسماعيلية الاستوديوهات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي في بدايات القرن الماضي حيث ادخل هذه المهنة عدد من المصورين الذين كانوا يعملون بشركة القنال ثم بعد ذلك اتجهوا إلى فتح استوديوهات بشوارع الإسماعيلية لممارسة مهنة التصوير الفوتوغرافي.

 

وكان التصوير في ذلك الوقت يتم  بالطريقة البدائية وكان يطلق على  الصور" مائية أو شمسية" وكان أشهر المصورين  يجلس بشارع الثلاثيني أمام محل مصطفى على، وأخر قبل مدرسة طه حسين وأمام بورصة القنال وثالث بجوار المحكمة.


أشهر الاستوديوهات القديمة في الإسماعيلية
وعن أقدم وأشهر الاستوديوهات القديمة في الإسماعيلية يقول "فيصل" قد بدأت بعد ذلك الاستوديوهات في الانتشار ولعل أقدمها وأهمها ستوديوهات عائلة الخميسي كاستوديو  "الخميسي" في ميدان عباس لصاحبه فهمي الخميسي، واستوديو "الجمهورية" في شارع سعد زغلول لصاحبه سيد الخميسي، وأستوديو "مصر" لصاحبه محمد بديوي في شارع مصر والثلاثيني وبعد وفاته تولى إدارتهم شقيقه محمود بديوي أشهر مصور في الإسماعيلية والذي قام بتوثيق معركة الشرطة فوتوغرافيا.


وكذلك من أقدم الاستوديوهات في مدينة الإسماعيلية ستوديو المناديلي بشارع رضا لصاحبه محمد المناديلي وأستوديو "جفلاس" بشارع الثلاثيني لصاحبه عبدالسلام جفلاس.


وكذلك استوديو فوتو اكسبريس لصاحبه مصطفى توفيق بشارع الجيش، وأوبرا يشارع سعد زغلول بجوار الزرعي لصاحبه محمود زكي، وحليم شارع مصر بجوار بنزیون وصاحبه محمود فوزی وبجواره ستديو الكواكب وصاحبه فاروق جاب الله، وكامل بشارع مصر لصاحبه كامل سعفان، ستديو العروسة شارع مصر ممر عمارة محمد امین، وريفولي شارع الجامع العباسي، وستديو رضا بشارع الثلاثيني فاروق رضا، وستديو أبو سمبل يشارع التحرير مصطفى خطاب، وبنفس الشارع واستديو العروسة لصاحبه أحمد موسى بشارع التحرير، وبشارع السلطان حسين، وبنفس الشارع ستديو ديانا لصاحبه أحمد عبد الحميد، ونيو أرت بشارع سعد زغلول حسن عبد الله، وافرست لصاحبه إبراهيم الوزيرى، وستديو حمام لصاحبه عادل عارف، ستديو النصر 6 اكتوبر بشارع الثلاثيني للمصور نوح أبو الوفا، وستديو نفرتيتى بشارع السكة الحديد أمام السينما.


وهناك عدة استوديوهات أخرى على سبيل المثال إسماعيل وباريس والجمال وعدد ممن استهوتم مهنة التصوير الفوتوغرافي وعملوا بها وصارت مهنة هامة في الإسماعيلية.


أشهر المصورين في الإسماعيلية
عن أشهر المصورين على مدار تاريخ الإسماعيلية يقول "فيصل" لقد عرفت مدينة الإسماعيلية عدد من أشهر وأمهر المصورين ك "فهمي الخميسي ومحمد بديوي وعلي الخميسي وأحمد البنا ومحمود بديوي وعبد اللطيف الشامي وإسماعيل الشامي وكامل سعفان والمناديلي وفاروق جاب الله وأحمد قناوي ومصطفى اكسبريس وأحمد نصر والذي  كانت أهم أعماله أنه صور مدينة الإسماعيلية خالية من السكان أثناء فترة حرب 1967.


التصوير قديما في الإسماعيلية
وعن كيفية التصوير في الإسماعيلية قديما يقول "فيصل" كان المصور يقوم بوضع خيمة للتصوير بمساكن الهيئة أثناء العيد كذلك  كان يفعل  بعض المصورين بالشوارع والميادين حيث يذهب إليهم الراغبون في التقاط الصور التذكارية لتسجيل لحظات خاصة بهم وصنع ذكريات يستمتعون بها على مدار سنواتهم القادمة.