حكايات| «وكالة البلح».. ملابس البالة تنقذ الفقراء والأغنياء

ملابس البالة
ملابس البالة

كتب: آية فؤاد

يحرص المصريون على شراء الملابس الجديدة مع كل عيد، فى عادة سنوية توارثتها مُختلف الأجيال، ومع ارتفاع أسعار الملابس، يبحث الجميع عن أكثر الأماكن بيعًا للملابس الأنيقة والماركات العالمية ولكن بأرخص الأسعار، وهى المُعادلة التي تحققها أسواق االبالة، والتى تلقى رواجًا وإقبالًا كبيرًا من جميع الطبقات حيث توفر للمشترين أشهر الماركات العالمية بأسعار زهيدة.

وتُعد وكالة البلح بمنطقة بولاق أبو العلا، من أقدم أسواق ملابس البالة المُستوردة، ويتجه إليها قطاع عريض من المواطنين لشراء مستلزماتهم بأسعار أعلى قد الأيد، آخر ساعة تجولت داخل السوق، لترصد حركة البيع والشراء، فتحت شعار مفيش فصال، وانتشر البائعون ببضائع مختلفة الأشكال والألوان بأسعار متباينة، فيبدأ سعر التيشيرت من 35 جنيها توالقميص 50 جنيها، و65 جنيها للبنطلون الحريمى والرجالي، ولا يتجاوز سعر ملابس الأطفال حاجز الـ200 جنيه للطقم الواحد.

ويقول السيد محمد، أحد البائعين بالوكالة، إن أسعار ملابس البالة تأثرت بسبب ارتفاع سعر الدولار، لكنها فى النهاية تبقى مُنخفضة عن أسعار الملابس بالمحلات التجارية، مؤكدًا أن الزبائن تأتي لهم من مختلف الأماكن لشراء ملابس من ماركات عالمية وبأسعار مناسبة، مشيرًا إلى أن جميع الطبقات أصبحت تقبل على شراء البالة، حيث إنها أصبحت تلقى رواجًا مؤخرًا بين عدد من المشاهير مما شجع الكثيرين على شرائها.

 

جوال البالة

وعن الأسعار، أوضح أنها فى المتناول رغم ارتفاع سعر جوال البالة، الذى يحصل عليه تجار التجزئة بعد استيراد وتحرير تجار الجملة أو شركات الاستيراد للبالة، ويصل سعره لـ4000 جنيه ووزنه 50 كيلو من البالة، ولكن الإقبال الكبير على شراء الملابس يُحقق هامش ربح مناسبا لنا كبائعين، ويوضح: اتأتى البالة من مُختلف البلدان كأمريكا وأستراليا وبلجيكا، وغيرها من البلاد التى تبيع الفائض من ملابس الماركات العالمية لبلاد أخرى لبيعها بأسعار بسيطة، وهى أكثر الأنواع التى يقبل عليها الزبائن، ومؤخرًا بدأ استيراد الملابس من بعض الدول العربية ودول الخليج، لكنها لا تلقى الإقبال نفسه على الملابس المستوردة من الدول الأوروبية كما أنها أقل جودة.

وتباينت الأسعار بين ملابس الاستاند فى الشوارع، والملابس داخل المحلات، والتى ارتفعت أسعارها إلى حد ما كونها مستوردة من بلجيكا وأستراليا، بحسب محمد عبدالله، تاجر، والذى يشير إلى أن معظم الملابس داخل المحلات تأتى استيراد من أمريكا وإيطاليا وفرنسا حيث يتم شراؤها حسب حالتها، والتى تصنف ما بين نمرة أولى، وهى الملابس المُستعملة لكنها بحالة جيدة، وملابس نمرة 2 وهى ملابس مستعملة أيضًا لكنها أقل جودة، والنوع الأخير وهو نوع يشهد إقبالًا كبيرًا خاصة من المشاهير وطلاب الجامعات وهو البالة الـادوبل كريمب وهى ملابس بواقى تصدير الماركات العالمية غير مستعملة، أما الملابس المُباعة خارج المحلات فأغلبها يأتى من دول عربية كالسعودية، وبعض دول الخليج.

وأكد أنه فى السابق كان يوجد تخوف من ملابس البالة، وما كان يتردد عن أنها ناقلة للأمراض، ولكن حاليًا أصبح الزبون على وعى بأنه يتم تحرى سلامة الملابس على الصحة قبل الإفراج عنها، وأوضح أن هناك ارتفاعا طفيفا فى الأسعار نتيجة ارتفاع سعر جوال البالة، ووجود مشكلات فى الاستيراد.

زبائن المستعمل

سمية أحمد، ربة منزل، قالت إن شراء الملابس الجديدة من أهم طقوس الاحتفال بالعيد، وإدخال السرور على الأطفال، ولكن هذا العام كان لدى تخوف من الأسعار، وبعد جولة على المحلات التجارية وجدت ارتفاع الأسعار بشكل كبير حيث قد يصل سعر الطقم للأطفال إلى 700 جنيه، حتى أشارت لى صديقة بالتوجه إلى الوكالة لشراء ملابس العيد، قائلة: ابالفعل وجدت موديلات كثيرة وبأسعار مناسبة للميزانية التى وضعتها لملابس العيدب، والتقطت نهى، 35 عامًا، طرف الحديث، قائلة إن الملابس لا تقل جودة عن الملابس بالمحلات التجارية فهى مُعتادة على شراء ملابس البالة، موضحة أنها فى السابق كانت تجد بعض العيوب البسيطة فى الملابس، لكنها حاليًا بجودة عالية لا تختلف عن الملابس التى تباع بالمحلات الكبرى، لكنها لابد أن تقوم بتنظيفها وكيها عدة مرات قبل ارتدائها.

ملابس بالكيلو

ومن الطرق الجديدة لبيع الملابس المُستعملة االبيع بالكيلوب حسب الوزن، ورغم أنها قد تلقى استغرابًا من البعض إلا أنها لها زبونها، على حد قول محمد شاكر، صاحب أحد المحلات المُخصصة للبيع بالكيلو بمنطقة فيصل، موضحًا أنه فى السابق كان هناك اندهاش من فكرة البيع بالكيلو رغم أنها موجودة بالعديد من الدول الأوروبية، ولكن حاليًا هناك وعى بالفكرة ولدى زبائن بعينهم، أكد أن شراء الملابس بالكيلو خيارًا مناسبًا عند شراء الأسر لملابس العيد حيث يمكن أن يحصل الزبون على أكثر من قطعة من الماركات العالمية بثمن زهيد، ومثلها من المنتجات المحلية المصرية المصنعة بأعلى جودة، وأوضح أن ملابس الأطفال الأعلى سعرًا لخفة وزنها عن باقى الملابس لتبدأ من 400 جنيه لسعر الكيلو، أما الملابس الرجالى والحريمى يبدأ سعرها من 350 جنيها، أما عن عدد القطع فى الكيلو الواحد فتختلف حسب المواسم، فى موسم الشتاء لا يتعدى الكيلو قطعتين من الملابس، فى حين يحصل الزبون على 3 قطع فأكثر بموسم الصيف فى الكيلو الواحد.

 البيع أون لاين 

ولجذب أكبر عدد من الزبائن انتشرت المواقع والصفحات المُختلفة على مواقع الـاسوشيال ميدياب لبيع الملابس المُستعملة، وأشهرها موقع اهدومىب وهو موقع مُتخصص فى بيع وتبادل الملابس المُستعملة، ويوضح عمرو زكى، مؤسس الموقع، أن الملابس المُستعملة لها أسواق بعينها يقصدها المُشترى، وذلك يتطلب مجهودا ووقتا، لكن حاليًا تنتشر صفحات بيع الملابس المُستعملة على مواقع التواصل، وكان موقع اهدومىب من أوائل المواقع التى بدأت فى الانتشار من خلال صفحة على افيس بوكب، لافتًا إلى أن فكرة الموقع كانت تقوم على توفير الجهد من خلال توصيل المُشترى بالبائع مُباشرة لتوصيل السلعة له بسهولة ويسر.. تابع، أن الموقع يدعم فكرة تبادل الملابس المُستعملة والأحذية والحقائب وبيعها ليس فقط من قبل التجار بل من الأفراد، فهناك ملابس يتم استعمالها مرة واحدة مثل فساتين وبدل الأفراح فيمكن من خلال الموقع بيعها بسعر زهيد، لافتًا إلى أن انتشار بيع الملابس المُستعملة ساهم فى تغيير تفكير البعض عن أنها تقلل من شأنه، كما ساعدت على مساعدة من يريدون شراءها ولكنهم يشعرون بالحرج، مُضيفًا أن العيد من المواسم التى تشهد حركة كبيرة فى البيع والشراء خاصة مع ضم عدد كبير لمن يقبلون على شراء المُستعمل، موضحًا أن أكبر دليل على ذلك وصول عدد البائعين لـ14000 بائع مُسجل بالموقع وأكثر من 500 محل.

انتظار الأوكازيون

وخلال جولتنا بمحلات وسط البلد، وجدنا أن سعر الطقم الواحد للأطفال يصل لـ700 جنيه، والفساتين الحريمى يبدأ سعرها من 400 جنيه، والبلوزة من 200 جنيه، فى حين وصل سعر الملابس الشبابى لـ350جنيها للبنطلون، و300 جنيه للقميص، كما بدأت أسعار بدل الأفراح من 1500 جنيه، أما أسعار الفساتين السواريه بدأت من 700 جنيه، فى حين بدأت أسعار الأحذية من 150 للحريمى، و200 جنيه للرجالى.

من جانبه، أوضح أحمد سلامة، بائع بأحد محلات وسط البلد، أن موسم العيد من أهم المواسم التى يباع فيها كميات كبيرة من الملابس فى حين أن الموسم هذا العام مازال الإقبال محدودا إلى حد ما، كما يكتفى المعظم بشراء قطعة أو قطعتين على الأكثر، فى حين أن هناك توفيرا فى أنواع وخامات الملابس التى ترضى جميع الأذواق، بينما أكدت سلمى، عقيل أم لطفلين، أن حد المطلوب الذى فاق الميزانية التى وضعتها لشراء الملابس لطفليها، مما دفعها للاستغناء عن بعض الأغراض لحين بدء عرض الأوكازيون.

من جانبها، أوضحت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة، أن أسعار الملابس الصيفية لهذا العام متفاوتة بسبب قرارات البنك المركزى الأخيرة، وذلك مع تزامن موسم الصيف مع عيد الفطر، مشيرة إلى أنها لم تبدأ حاليًا التخفيضات، لكن هناك بعض المحلات التى تتبع نظام العروض على بعض القطع لرواج حركة الشراء وتحقيق هامش ربح مناسب، وعن الملابس المستعملة أوضحت أنها ليست بالجودة المطلوبة، ولابد أن يكون المشترى على علم بعيوبها والتفرقة بين المنتج المحلى المتوفر بجودة عالية وبين المستورد من الملابس المستعملة، وأوضحت أن الغرفة التجارية قامت بالتنسيق مع معارض أهلًا رمضان المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية لتوفير الملابس الجاهزة بأسعار فى متناول الجميع وبخصم يصل لـ30% على جميع المعروضات.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023