حكاية شارع| «الفجالة» سمي بـ«الطبالة».. و«مزارعو الفجل» سكنوا المنطقة

شارع الفجالة
شارع الفجالة

تعج شوارع القاهرة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

وتعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

اقرأ أيضا| حكاية شارع| «الخرنفش» شريان القاهرة الفاطمية.. وتواجد به «كسوة الكعبة»

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع القاهرة وأشهرها وتاريخها.

شارع الفجالة 

يبدأ شارع الفجالة من شارع رمسيس وينتهي عند أول شارع "باب الشعرية" بوسط القاهرة.

وجرت العادة إطلاق أسماء الملوك والسلاطين أو الشخصيات البارزة أو الحرفة التي تميزت بها تلك المنطقة على الشوارع إلا أن هذه المنطقة خالفت تلك القواعد وسميت باسم مهنة فنية وهي "الطبالة" أي" التي تدق على الطبول".

بدأ الأمر من حدوث صراع بين الخليفة المستنصر بالله الفاطمي بمصر وبين الخليفة العباسي القائم بأمر الله في بغداد، وانتهى الصراع بانتصار الخليفة الفاطمي في المعركة الحربية التي كانت بينه وبين الخليفة العباسي.

اقرأ أيضا| أخطبوط عملاق يهجم على غواص.. حاول سحبه للأعماق| فيديو

وانطلقت مطربة الخليفة الفاطمي تغني وتطرب معلنةً ابتهاجها بهزيمة الخليفة العباسي، ونظرا لإعجاب الخليفة الفاطمي بتلك الأغاني أهداها تلك المنطقة الخصبة المطلة على النيل، وظلت المنطقة بهذا الاسم إلى أن جاء بدر الجمالي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله لمصر وقام ببناء بساتين حول تلك المنطقة وتغير اسمها لـــ"بساتين الجيوشي".

وأصاب الإهمال المنطقة بعد فترة من الزمن إلى أن قام الخديوي إسماعيل بتطوير المنطقة التي تقع على جانبي السكك الحديد وكانت "الفجالة" جزء منها وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة لمزارعين الفجل الذين سكنوا تلك المنطقة، وسكنها الأجانب والشوام نظراً لقربها من محطة مصر، وفقا لما كشف عنه الموقع الرسمي لـ"محافظة القاهرة".

أهمية شارع الفجالة

وتميزت الفجالة قديمًا بكونها منطقة ثقافية حيث انتشر فيها الكتب ودور النشر والمكتبات ومن أشهرها "مكتبة مصر" التي تعامل معها نجيب محفوظ لمدة 60 عاما، إلى أن تغير نشاط المنطقة في العصر الحديث لتجارة الأدوات الصحية.

وتعد مدرسة الروم الكاثوليك، وكنيسة اليسوعيين وكنيسة الكلدان الكاثوليك من أشهر معالم الشارع كما يوجد العديد من المعالم الأخرى.