حكايات| «الكحك» أطعم وأرخص.. «المطاعم البيتي» تنافس المحلات

الكاترينج شيفات
الكاترينج شيفات

كتب ياسين صبرى

في نهاية شهر رمضان ترتفع أسعار كحك العيد بصورة كبيرة، لذا لجأ البعض إلى شرائه من المطاعم البيتي التي تقوم بتجهيز الطعام في المنزل وبيعه أونلاين للزبائن، وهى فكرة آخذة في الانتشار بناء على ما وجده المستهلكون فيها من جودة وأسعار منافسة لأسعار المحال، ويقوم على مشروعات إعداد الطعام من المنازل المعروفة بـالكاترينج شيفات من الرجال والنساء محترفون وهواة، ويخرج الكعك من منازلهم فى أبهى صورة، وبجودة تنافس كبرى محلات الحلويات.

بسمة عبد الرحمن، خريجة كلية التجارة، تقوم بإنتاج المأكولات البيتى وبيعها أونلاين من خلال صفحتها على فيسبوك منذ ثمانى سنوات، وتقول: فى البداية لم أكن أعلم أى شيء عن الطبخ، ولذا تعلمت تدريجيًا من كتب الطبخ العربية والأجنبية، وتابعت دورات متخصصة فى فن الطهي، حتى أصبحت عضوة فى جمعية الطهاة المصريين.

تضيف: «هذه الهواية لم تعد وسيلة ترفيهية بل مصدر دخل للكثيرين، خاصة مع ارتفاع الأسعار، لذا نرى قنوات متخصصة فى تقديم وصفات المأكولات وأخرى مختصة بتقييم المطاعم، فإعداد المأكولات يعد قطاعا واسعا ينبثق منه العديد من المهن التى أصبحت باب رزق للعديد من المصريين».

وتابعت: «معظم أسعار مدخلات إنتاج الطعام زادت، ومع ذلك فإن أسعار منتجاتى من كحك العيد فى المتناول، وتعتبر أرخص من سعر السوق، رغم أننى أستخدم منتجات غالية الثمن مثل السمن الطبيعى والزبدة النيوزيلندي».

كما أوضحت أن صناعة الكحك فى المنزل تقليد متبع منذ زمن بعيد لدى المصريين،توالعمل عليه يوم العيد له بهجة كبيرة، بداية من إعداده ونقله حتى يصبح جاهزًا للتغليف ويتم تصوير هذه العملية بالكامل، حيث يتم تجهيزه بالكمية والمواصفات التى يريدها المشتري، فهناك من يرغب فى شراء البسكويت بنكهة البرتقال، أو الكعك بالعجوة أو بالملبن، كلٌ حسب ما يريد.

زيادة الطلب

أما سوزان رمضان، فبدأت نشاط بيع المأكولات المنزلية منذ عامين تقريبًا كوسيلة لتحسين ظروفها المادية المتواضعة، وبجانب هذا النشاط أنشأت قناة على اليوتيوب بحيث تكون المنفعة متبادلة بينها وبين المتابعين، فمن جهة يمكنها تحقيق مبلغ من المال، ومن جهة أخرى تقدم معلومات مفيدة عن وصفات الطبخ فى المنزل.وأوضحت: بدأت مشروعى بمفردى ثم انضمت لى ثلاث أخريات بعد زيادة الطلب على كحك العيد ورواج عملى بين الأقارب والأصدقا .

 

 

 

 

ولفتت إلى أن تحضيرات طلبيات كحك العيد تبدأ قبله بأسبوع تقريبًا فيتم شراء المستلزمات كاملة من السمن والسكر والدقيق والزبدة، ثم يتم خبزها وتجهيزها للزبائن فى العيد .والأسعار هذا الموسم للكحك السادة ١٠٠ جنيه للكيلو، وكحك الملبن بـ١١٠، والبيتى فور بـ١٢٠، والبسكويت السادة بـ٩٥. أما علبة المشكل زنة كيلو فيصل سعرها إلى ١١٥ جنيهًا.

الفرق كبير

من جانبها، تؤيد سوسن محمد (موظفة علىتالمعاش) فكرة المطاعم المنزلية معتبرة أن ربة المنزل الماهرة هى التى تمتلك حرفة تمكنها من إيجاد مصدر دخل فى الأوقات الصعبة، وهى تساهم أيضا فى تقليل معدل البطالة، لأنها تخلق فرص عمل فى مهن موازية مثل خدمة التوصيل للمنازل.

وتؤكد: من خلال تجربتى مع هذا النوع من المطاعم وجدت فارقا كبيرا فى مستوى الجودة والطعم، فهى تقدم أفضل ما لديها وتهتم برأى الزبون فى المنتج، على عكس المحلات التى تتعامل معك بصورة آلية لتغطى حجم الطلبات الهائل لديها .

أما عبير البيطار (ربة منزل) فبدأت مشروعها لإنتاج المأكولات البيتى ومن بينها الكحك منذ عام ٢٠١٣، وبدأت الفكرة بعد عزومة قامت بها لأمهات زملاء أبنائها فى المدرسة، فحاز الطعام إعجابهم لدرجة أنهم طالبوها بفتح مشروع خاص بها للطعام البيتى، ومن هنا اختمرت الفكرة فى ذهنها وتشجعت على البدء فيها حتى أصبح لديها صفحة خاصة بتقديم المأكولات على فيسبوك، تواصلت من خلالها مع الزبائن فى عمليات البيع وحجز الطلبات.. وتابعت: بعد تخرجى فى كلية التجارة كنت أرغب فى العمل بأحد البنوك، ولكن تعارض هذا الأمر مع ظروفى الشخصية، لذلك فكرت فى استغلال هوايتى التى أبرع فيها وهى إعداد المأكولات مثل المحاشى والحلويات، إلى أن وصلت إلى مشروعى الحالى وهو ثمرة طموحي.

 

باب رزق

تضيف: جروبات الماميز (أمهات طلاب المدارس) ووسائل التواصل الاجتماعى عمومًا، كانت السبب فى انتشار المطاعم المنزلية، حيث عملت على إبراز منتجاتها بطريقة جيدة، فكانت بمثابة دعاية مجانية فتحت باب رزق أمام ربات المنازل كعمل إضافى يمكنهن كسب المال من ورائه.

وتابعت: جودة بعض محال الطعام الشهيرة لم تعد كما كانت، فالسعر يفوق الجودة المقدمة للمستهلك، لذلك بدأنا نرى ازدهار المطاعم المنزلية التى تقدم جودة وقيمة مقابل السعر وكذلك ثقة المستهلكين فى مستوى النظافة والالتزام بمواصفات السلامة الغذائية بها.ت

وأوضحت: إنتاج كحك العيد والغُريِّبة والبيتى فور والبسكويت فى المنزل بحاجة لمهارة واستخدام مكونات مثل السمن البلدى حتى يمكن المنافسة مع منتجات المحلات، وقبل هذا لا بُد أن يكون لديك حس تجارى لمعرفة ما المنتجات التى يريدها الزبون، مع احتساب التكلفة والمقادير والحجم بدقة قبل الشراء وحجم الطلبيات وسعر السوق حتى لا يتعرض المشروع الصغيرتلأى خسائر فى رأس المال.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023