حكايات من دوري المظاليم (4).. «ريشة» حارس مرمى بعمر الـ50  

كابتن رشوان ربيع
كابتن رشوان ربيع

عاما بعد عام، يقف «ريشة» في حراسة المرمى، محافظا على لياقته، رغم تقدمه في السن، بعد أن بلغ 50 عامًا، مستكملاً مسيرة لا يريد لها أن تنقطع، يكبر في السن ولا يفقد شغفه لكرة القدم، بالإضافة إلى عمله بائع على عربة فول.

بعزيمة شاب عشريني يبحث الكابتن ريشه عن فرصة في «نادي قلهانة» بدوري الدرجة الرابع، ويقاتل من أجل البقاء والاستمرار داخل المستطيل الأخضر.

يقول كابتن رشوان ربيع، الشهير بكابتن ريشه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه نشأ قرية سنرو مركز إبشواي بالفيوم، مسترجعًا الذكريات بأنه بدأ ممارسة كرة القدم في الشارع مثل بقية أقرانه بحثًا عن فرصة إلى طريق الأضواء والشهرة.

وانتقل بعدها لمنتخب التجارة بمحافظة الفيوم، قبل أن يختارها الكابتن أيمن الرمادي مدرب أسوان الحالي الذي قرر على الفور ضمه إلى نادي الفيوم الرياضي، ثم نادي إسكو الرياضي، والمقاولون العرب في قطاع الناشئين ثم ديروط وابشواي وفي نهاية المطاف استقريت في «نادي قلهانة» بدوري القسم الرابع.

«لم أحصل على أي شيء من كرة القدم».. يتذكر الكابتن «ريشة» قيمة أول عقد له في كرة القدم كان قيمته 300 جنيه، وكان حين ذلك يلعب لنادي الهلال الرياضي في دوري القسم الثالث استطاع من خلال هذا المبلغ الضخم في ذلك الوقت أن يتم ما كان ينقص من مستلزمات الزواج.

وعلى جانب آخر من كرة القدم امتهن «الكابتن رشوان» العديد من المهن بحثًا عن كسب لقمة العيش بالحلال لان كرة القدم في دوريات المظاليم وخلافها مبالغها المالية لا تثمن ولا تغني من جوع طرقت كل الأبواب من أجل الحصول على عمل، منها العمل كفرد أمن في أحدى الشركات الخاصة ثم  (عامل خدمات) بإحدى شركات السياحة.

 تركت كل هذه الأعمال بسبب كرة القدم لأنني لم أكن استطيع التوفيق بينهم وبين الكرة  التي هي حلم يروادني إلى أن استقر بي الحال عن طريق أحد أصدقائي على عربة فول، أعمل عليها من أجل مواجهات تحديات الحياة لإنني متزوج وأعول ولدي أربعة أبناء ثلاثة منهم حراس مرمى (محمد ) يلعب لنادي لافينيا، وأحمد يلعب لنادي الفيوم، وأخر العنقود (ياسين) يلعب في نادي الزمالك على قائمة الانتظار، العمل على عربة الفول يساعدني على  إيجاد وقت للتدريب ووقت المباريات.

العب بكل جد وأتمرن بكل قوة ولا يشغلني عامل السن، السن بالنسبالي هو رقم في بطاقة أذهب للتمارين مع شاب من سن أولادي، بعد المدربين أحيانًا يقدمون بعد التوجيهات الخاطئة لي ولكني أسمع كلام المدرب لأنها هي سنة وطبيعة كرة القدم، أن تحترم كلام المدرب وأسعى لتقديم نموذج يحتذى به بين الشباب، وجهة نظري أنا أقدم رسالة للرياضيين أن العمر ليس مقياس في حياة لاعب الكرة.

يروي (الكابتن ريشة ) موقف مؤثر لا يستطيع أن يذهب من ذكرتها في ذلك اليوم كانت أمامًا مباراة هامة جدًا التعادل كان يكفينا من أجل الصعود إلى الدرجة الأعلى، كان اللقاء على ملعب نادي الأسيوطي وأثناء استعدادي للنزول إلى أرضية الملعب وإذا بأحد المسؤولين الذين كانوا يجلسون يتبعون اللقاء يجلس خلف المرمى الذي العب أمامه، سمعته يسخر مني بسبب كبر سني قبل هذه المباراة المصيرية كان مردود هذه الكلمات على أذني هي عامل السحر، قدمت ماتش عمري وخرجنا فائزين وبعد المباراة توجه لي هذا المسؤول وقدم لي الشكر وأثنى على أدائي في المباراة و قام بتقبيل رأسي وإشارة له أن السبب في هذا المستوى تلك الكلمات التي سمعته منه هي سر تألقي.

 

ويسرد لنا أيضا الكابتن (رشوان) موقف أخر كاد أن ينهي مسيرته الكروية حينما كان يواجه فريق الواسطي وكانت مباراة هامة تحت قيادة الكابتن ( سيد شحته) مدرب الفريق وكان الفوز هو الحل من اجل الصعود لدوري الدرجة الثانية وبعد بداية المباراة إذا بحارس الفريق الأخر يركل الكرة بقوة من أمام مرماه وفي غفلة من دفاعي ومني أيضًا بغتاتني الكرة وضربت في يدي وذهبت إلى داخل المرمى وسط ذهول وصمت الجميع بعد خسارة تلك المباراة بسبب شعوري بالذنب إنني سبب في ضياع حلم التأهل للدرجة الثانية وضيع مجهود زملائي قررت أن أترك كرة القدم لو دعم الجهاز الفني لي في هذه المرحلة وصلت الاستمرار والاجتهاد

أسعى بكل قوة من أجل تخليد أسمي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر حارس مرمي وهو حلم أشعر إنني استطيع تحقيقه وأتمنى أن أحصل على فرصة للعمل في أحد الأندية الكبيرة.