حكايات دوري المظاليم (1)| الحياة «خيار وفاقوس».. «سند» صانع ألعاب على عربة خضار

اللاعب أحمد سند
اللاعب أحمد سند

يركلون الكرة منذ نعومة أظافرهم، ويعشقون الساحرة المستديرة حد الجنون، يبحثون عن فرصة للنجومية ويركضون إلى أهدافهم في الحياة رغم كل المعوقات وظروف الحياة القاسية. 

ولأنه من رحم المعاناة تولد النجاحات بلا شك، وفي دوري المظاليم لا توجد لغة الملايين بل بضعة جنيهات هي ما يحصل عليه اللاعبون، إذ تعتبر كرة القدم لهؤلاء هي المتنفس لإخراج مواهبهم التي في أحيانا كثيرة لا تأخذ الفرصة لأسباب مختلفة، ولا ترى النور رغم الاجتهاد ينتظرون الانتقال إلى سلم النجومية. 

 

وبين جدران نادي قليوب الذي يلعب لدوري الدرجة الرابعة التقت بوابة أخبار اليوم اللاعب أحمد سند - لاعب وسط  الفريق-  ابن قرية قلما صاحب الـ  (22عام)، والذي بدأ حديثه قائلاً: «أعشق كرة القدم منذ عمرالسابعة وألعب مع أقراني في الشارع والمدرسة حتى عام 2010 توجهت وأنا في عمر الـ10 سنوات للعب لنادي الإعلاميين بقطاع الناشئين وبعد أحداث 2011، ومع الأوضاع غير المستقرة رفض والدي استمراري في اللعب خاصة بسبب بعد المسافة بين قريتي ومقر النادي وأن حالتنا المادية ليست في أفضل حال وتركت كرة القدم لمدة سنتين».

 

 

 

 

 

 

يتوقف ليستجمع ذكريته، ثم يعود قائلا "الكابتن أحمد مصباح هو من دعمني وخلال لقاء مع فريق بنها أعجب بي المدرب وفي اليوم التاني انتقلت للعب لفريق بنها مواليد 2000 وتم تصعيدي مع الكابتن عطية عبد العزيز والكابتن محروس السيد.

 

 

يستكمل (سند) حديثه دخلت قائلا: «اختبارات في أندية كثيرة في أحدى المرات ذهبت إلى اختبارات في نادي الإنتاج الحربي وبعد اجتيازي كافة الاختبارات استدعاني المدرب وسألني هل مقيد في نادي؟ فوضحت له أنني ألعب لنادي بنها فقال لي "خلص نفسك وتعالى" وذهبت له بعد مدة وقال لي "أنا مش محتاج حد" بعد وشاية من مدرب لا داعي لذكر أسمه، حاولت التحدث مع المدرب إلا إنه تحدث معي بإسلوب غير لأئق، ما جعلني أشعر بالإحباط من طريقة المدرب وقررت عدم اللعب».

 

 

 

ويضيف أحمد "بعد أن أصبحت بلا نادي لعبت في دوري مراكز الشباب حتى طلبني الكابتن هشام السيد للعب لفريق قليوب بعد أن شاهدني خلال إحدى مباريات الخماسي وانتقلت بالفعل وتم قيدي في النأشيين ونسير بشكل جيد هذا الموسم نحتل المركز الثاني في مجموعتنا ونأمل في الصعود للدوري الدرجة الثالة. 

ويفتخر الشاب أحمد  بعمله إلى جانب كرة القدم، حيث كان يعمل نقاش ثم بعد ذلك انتقل إلى العمل بالمحارة والبناء مع والدي حيث يعمل في طائفة المعمار ومتهنت أيضا مهنة السيراميك والعمل على توكتوك، إلى أن أستقر به المطأف على عربة خضار في قرية قلما وذلك لمجابهة تحديات الحياة الصعبة خاصة وأن راتبه من نادي قليوب  لا يتعدى الـ 600 جنيه شهريًا و 250 جنية مكافأة عن المباراة وهي مبالغ لاتثمن ولا تغني من جوع.

 

وينهي أحمد حديثه مبتسمًا أحلم باللعب في الدوري الممتاز وأشكر أبي وأمي على دعمهم لي وأتمنى أن أعوضهم عن تعبهم معي وأوصل لحاجه كويسة تخلي أهلي  وصحابي  تفتخر بيا.