حكايات| علي الشرقاوي.. «جامع قمامة» بالنهار وبطل كمال الأجسام بالليل

علي الشرقاوي
علي الشرقاوي

كتب: عصام عمارة

يستيقظ علي الشرقاوي، صاحب التسعة وعشرين من عمره،  يوميا مع أذان الفجر، يخرج من بيته سريعا؛ يتفقد صناديق القمامة كما لو كان يتفقد شيئا ثمينًا، فهو اعتاد على ذلك العمل منذ أثنى عشر عاما، فالقمامة الملقاه علي جانبي الطريق بالنسبة له كل شيء.

على عربة «كارو»، يطوف الشرقاوي كل يوم ليجمع الزجاجات الفارغة، وعلب الصفيح، والكراتين..إلخ، قبل أن يفرزها مع نهاية يومه لبيعها بالكيلو، ثم يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية «الجيم»، ومع الليل تبدأ رحلة علي مع كمال الأجسام.

يهرع الشرقاوي إلى منزله، يُبدل ملابسه ويأخذ حمامًا كطقس يومي، ليخرج مرة أخرى ممسكًا بشنطته الرياضية، ليصبح أمام جيرانه وأمام المارة«علي» بطل كمال الأجسام.

يعمل ابن مدينة طنطا في النهار «نباش» أو جامع القمامة كما ذات صيته، وليلاً يتفرغ للتدريبات من أجل لقب يحلم به أن يكون بطل في رياضة كمال الأجسام.

من منطقة الجلاء في مدينة طنطا بدأت القصة، حيث نشأ علي الشرقاوي على حب لعبة كمال الأجسام، ولم تمنعه الظروف ولا طبيعة عمله، أن يحقق حلمه.

يقول علي الشرقاوي:« لا يوجد أي دخل لي وانفق منها على نفسي وعلى والدتي حيث أكسب نحو١٥٠ إلى ٢٠٠ جنيها يوميا، أمر يوميا على تجمعات القمامة في الشوارع لجمع زجاجات المياه وعلب الكانز».

كرتونة من بيض، يتناولها بطل كمال الأجسام، بالإضافة إلى وجبة السمك اليومية، للمحافظة على نظامه الغذائي، رغم ظروفه المادية الصعبة، إلا أنه حرص على التدريب المستمر.

لا يجد علي الشرقاوي في قصته ما يعكر مزاجه فجامع القمامة فخورًا بمهنته، كونها حلالا، وصنعت منه رجلاً، وبطلاً رياضيًا.

وعن بداية الحلم قال علي الشرقاوي :«اكتشفني الكابتن مصطفى التميمي احد الرياضيين بالغربية وقام بتدريبي في إحدى صالات الجيم  منذ ٦ سنوات في مجال لعبة كمال الأجسام، وحصلت على 6 ألقاب رياضية».

حقق علي الشرقاوي المركز الثالث والرابع في بطولة كأس مصر لكمال الأجسام وثاني بطولة الجمهورية وسادس عام ٢٠١٨ وبطولتين لكمال الأجسام بمحافظة الغربية.

يستكمل علي الشرقاوي حكايته يقول: «وفقني الله للخطوبة وأتمنى أن أكمل رحلتي في الحياة بالزواج، وأن أساعد والدتي في الذهاب للعمرة، وان أكمل تدريباتي وامثل مصر في البطولات الرياضية».

وعن حلمه قال: «أتمنى لقاء البطل بيج رامي فخر مصر والعرب، ولم أتوقع أن يعرفني المواطنين في الشارع  إلا بعد قيام الكابتن مصطفى التميمي بالإشارة إلى تجربتي كبطل رياضي أعمل في مجال جمع القمامة».

وأشار الكابتن مصطفى التميمي مكتشف ومدرب بطل كمال الأجسام بطنطا أو جامع القمامة أتمنى أن تتبنى وزارة الشباب والرياضة تلك الموهبة الرياضية وان توفر له فرصة عمل وتدريبات كي يستطيع استكمال مسيرته الرياضية وينال حقه كبطل رياضي يستطيع تمثيل مصر في المحافل الدولية.