حكايات| من «روب المحاماة» لـ «الديلفري».. ضحى فراشة تطير رغم الإعاقة| صور وفيديو

ضحى
ضحى

كانت ضحى تسعى من بين وظائف كثيرة امتهنتها أن تجد متسعًا من الحرية، هربا من القيود، فلم تجد إلا أن تكون فراشة تطير في شوارع مصر وميادينها.

 

من جامعة حلوان حصلت ضحى بشق الأنفس على ليسانس الحقوق، إلا أنها بدلا من أن تشتري «روب المحاماة»، كان عيناها تلمع لدارجة، هي مبتغاها للتنقل، جعلتها همزة وصل بين البائع والمشتري. 

بنفس مشرقة كاسمها، قالت ضحى إنها لم تستلم لمرضها، الذي يعيق حركتها بشكل كبير، مصحوب بآلام في عمودها الفقري، فاختارت مهنة احتكرها الرجال، لتقوم بتوصيل الطلبات للمنازل.

عانت ضحى من إعوجاج في العمود الفقري تسبب في تشوهات في الظهر والقفص الصدري، أثر على قامتها التي تبلغ 138 سم فقط، فنظرات البعض أحيانا ما تبدو أشد قسوة من الإعاقة كما تروي صاحبة الحكاية. 

جراحة تحتاجها ضحى، لتتخلص من إعاقتها، كانت تكلفتها باهظة على ضحى، بعد أن أبلغها الأطباء أنها ستتكلف ثلاثمائة ألف جنيه، بدأت صاحبة السادسة والعشرين من عمرها، في الادخار شيئاً فشيئاً، ورغم ثقل المبلغ إلا أن أملها لم ينقطع.

أقرأ أيضاً..حكايات| «الحاجة أفراح».. حفظت كتاب الله مع أحفادها في عمر الستين

استهوت ضحى مهنة "الديلفري" والتي تعمل بها منذ عامين، قبل محاولات كثيرة من بين وظائفها السابقة، بين المحاماة، والعيادات، ومحال الملابس، والسكرتارية، لتساعد نفسها ووالدتها، فالأعباء المادية كثيرة، وخاصة أنها لم تجد دعمًا من قريب يعوضها فقد أبيها.

وتقول «ضحى»: «بابا اتوفى وأنا صغيرة جدًا فكان لازم أبدأ أشتغل وأعتمد على نفسي في المصاريف».


أقرأ أيضا.. حكايات| «أم شذى» الشوارع قسمت ظهرها نصين.. «للشغل وللضنا»

ذاع صيت ضحى بين ربوع أحياء مدينة 6 أكتوبر، والتي اختارته مربعا لها حفظته عن ظهر كقلب تطوف أرجائه، بعد أن تمكنت اخيرًا من شراء دراجة نارية جديدة هي ثمار عمل سنتين لم تخلو من بعض المخاطر والمضايقات.

بمرور الوقت تتأوه ضحى من قيادة "الاسكوتر" نظرًا لحالتها الصحية وتلجأ للراحة، ما يدفعها للعمل الحر بعيداً عن تحكمات أصحاب العمل، ويتقبل زبونها الأمر بل يشجعونها على الاستمرار.

صعوبات عديدة تواجهها الفتاة العشرينية في أثناء العمل على «الإسكوتر»، فضلًا عن المضايقات التي أحيانًا ما تواجهها في الشارع، وهو ما كان سببًا في رفض أسرتها لطبيعة عملها في بداية الأمر، إلا أنّها فيما بعد تلقت الدعم والتشجيع من أسرتها وأصدقائها: «أوقات بيقابلني صعوبات زي إنّ الإسكوتر ممكن فجأة يعطل، وأحيانًا يوم بيكون فيه شغل ويوم لأ، وطبعًا غير أنّه مرهق ومتعب ومجازفته كبيرة».


من رفض قاطع إلى دعم ومساندة كان هذا حال خطيب «ضحى»، والذي أكد أنه في بداية تعارفهما حاول بشتى الطرق إثنائها عن عملها، لقناعته بأن هذه الوظيفة لا تليق إلا بالرجال، ونزولا أمام رغبتها عملنا سويا، أنا أذهب
للرجال وهي تذهب للنساء.