حكايات| «أم شذى» الشوارع قسمت ظهرها نصين.. «للشغل وللضنا»

أم شذى وابنتها
أم شذى وابنتها

تحمل ابنتها ذات العامين على ظهرها، تضع ما تجمعه في صناديق القمامة، هي لا تفتش عن شيء ثمين، بل تنظف الشوارع والأزقة، لتكفي حاجتها هي وطفلتها، دون أن تسأل الناس.

اقرأ  أيضًا: حكايات| كريم يونس.. «عميد جنرالات الصبر» يتنفس حريته خارج سجون الاحتلال

لم تعبء أم شذى بألم يقسم ظهرها نصفين طوال 10 ساعات متواصلة، هي فترة عملها، والتي تضع فيه ابنتها على ظهرها، فالعمل لديها عملين، والسعي سعيين، والمشقة متضاعفة، والحلم الواحد وهو "الستر".



«مش حملتيني تسعة أشهر ضنا، وحملتيني تسعة أشهر آمال، احمليني وانا في العشرين سنة»، كأن فؤاد حداد يكتب أبياته عن "أم شذى" والتي اختارت ذلك اللقب للتعريف عن نفسها، والتي أجبرتها الظروف للحضور يوما إلى منطقتي المرج والمنيل، ومعها ابنتها التي لا تستطيع تركها، وحقيبة صغيرة تجمع فيها طعام صغيرتها، لتبدأ في مهمة تنظيف الشوارع وجمع القمامة.



ولم تتخل يوما تلك السيدة عن مهامها الزوجية، تستيقظ كل يوم الساعة الثالثة صباحًا لتنظيف شقتها، وتحضير اللبن لطفلتها، ومع أول قطار قادم من المرج إلى محطه الملك الصالح تصطحب أم شذى ابنتها الى العمل، تحملها على ظهرها للعمل في احد شركات النظافة لجمع القمامة من الشوارع.



خيار واحد كان أمامها، قبلته عن طيب نفس، وهو العمل في مهنة النظافة وجمع القمامة لمساعده زوجها في المعيشة لتقليل النفقات في ظل الظروف الاقتصادية، وشراء اللبن لطفلتها واحتياجاتها، من أجل أن ترى في أعين صغيرتها سعادتها تنسيها هم يوم طويل.

 

«كنت طفل عيوني أوسع من هدوم العيد، وأطيب من شراب الورد»، تتعامل شذى الطفلة الصغيرة ببراءة كعادة الأطفال يرى أنه يملك كل شيء، تصف أمها حالها قائلة «عندما لا اسمع حركه ابنتي خلفي أعلم انها نامت، وفي شدة البرودة أقوم بعمل شماسة تقيها من حر، وشمس، ومطر.

وتابعت أم شذى حديثها بكل فخر، قائلة " عزة نفسي تمنعني عن مد اليدين إلى أهلي أو جيراني، و"أهو قرش على قرش" يساعد ومحتاجه أي فلوس بسبب قدوم طفلتي الثانية قريبا ودفع قيمه الولادة.

وأضافت ام شذى أنها رغم صعوبة ومشقة تلك المهنة لكنها تفضلها عن أن تمتهن الشحاتة أو السرقة، قائلة :«يمكن شغلانه متشرفش حد لكن انا باخد قرشي بالحلال نفسي حياتي تتغير ومحتجش لأحد».