حكايات| صباح.. «جوزت أخواتها وبنتها بالدق على الحديد» 

صباح الحدادة
صباح الحدادة

تحمل المطرقة، تضرب على الحديد، تؤلمها يدها، لكنها اضطرت إلى العمل في مهنة الحدادة، حتى ولو بلغت 60 عامًا، فلم يكن أمام صباح خيارًا آخر، من أجل تربي ابنتها نورا، ألحقتها بالمدرسة بمفردها، وربتها بمفردها، وزوجتها بمردها.

ترفع يدها إلى عدسة الكاميرا، تشير إلى الندبات والجروح التي طالتها، باقية لا تطيب مع مرور الأيام، من كثرة ما حملت أدوات الحدادة، وضربات الشاكوش.

في مركز أشمون في المنوفية تقف صباح في ورشتها بقنطرة النعنعنية، اختارت الأخت الكبرى بعد وفاة الأب أن تعمل في مهنة الحدادة كي تزوج شقيقاتها، فكانت هي الأخيرة في قطر الزواج بين أخواتها.

ولم تستمر زيجتها سوى عام ونصف، بعد أن توفى زوجها، تاركا لها نورا ابنة العام ونصف، ثن توفي أبوها  فاختارات أصعب المهن لتكون صباح الحدادة.

«الصحة راحت وإيدي منملة من شيل الشاكوش» تقول صباح لـ«بوابة أخبار اليوم»: «إنها بعد أن بلغت الـ60 عامًا لم تعد صحتها كما كانت، فيداها تؤلمها، من أجل صناعة «الفؤوس، والمنقرة، والبلطة» ومستلزمات الزراعة.

تقول صباح: «أنا كنت خياطة قبل ما أبويا يتوفى، مفيش بديل غصب عني، معنديش إمكانيات أجيب وأعمل».

تفتخر صباح بكونها لم تتزوج بعد وفاة زوجها منذ 27 عامًا، بعد أن وهبت نفسها لابنتها، لتربيتها ورؤيتها تكبر يومًا بعد يوم حتى رأتها عروس، تذهب إلى بيت زوجها.

كان والد صباح مصدر قوة لها، فكانت وفاته بمثابة الصدمة لها، فهو كان شاهدًا عيان، على تحول ابنته من مهنة الخياطة إلى مهنة الحدادة التي أجادتها صباح رغم مشقتها.