حكايات| الأسطى مي السباكة.. «بتطلع لأكل عيشها على المواسير»

الأسطى مي  السباكة
الأسطى مي السباكة

من شقة صغيرة تتسع لعائلة مكونة من تسعة أفراد، خرجت منه «أشطر سباكة في مصر»، الأسطى مي حملها والده على اكتافه، أثناء ذهابه للزبائن، فشربت منه «الصنعة»، بالمراقبة والتقليد، فكانت الأطفال تلعب بالعرائس وهي تلعب بـ«عدة الشغل».

كطفلة يقودها الشغف للتجربة، تحول اللعب إلى جد، حين وجدت نفسها مضطرة إلى العمل لمساعدة الأهل، كونها البنت (البكرية)، فكان الطريق مرسوما لها لتعلم مهنة، غابت عنها تاء التأنيث، واحتكرها الرجال تحت شعار ممنوع الاقتراب أو التصوير.

تحولت مي بعد وفاة والدها من «بلية» تقتصر مهمتها على مناولة العدة، إلى أسطى، تلم بأسرار المهنة، ترتدي «عفريته» خصصتها لأعمال السباكة، تترد على بيوت الزبائن، يقصدونها لأمانتها وقدرتها على معرفة أين تكمن المشكلة.

 

 

تقول مي لـ«بوابة أخبار اليوم»: «أصعب شيء في السباكة تعلمته هو التسلق على المواسير لتغيير ماسورة خارجية أقوم بإحضار حبل عريض وربطه بطريقة يصعب فكها للتسلق».

وتكمل: «أنا بعشق كلمة يا أسطى، فهي أساس الشغلانه، وهو لقب كبير بالنسبة لي».

ذاع صيتها في مدينة العبور، يعرفها الأهالي بأم جمال السباكة، منذ ما يقرب من أحد عشر عامًا، فعلى الرغم من أنها لا تجيد القراءة ولا الكتابة، ولم تتلق تعليمها، لكن كل شيء عندها محسوب بالميزان.

وتروي «مي»: «إن أي مهنة لا يمكن أن تكون قاصرة على الرجال، موضحة أن هذه المهنة بالنسبة لها أسهل من أي  أعمال أخرى».

 

 

تعرضت مي لبعض المضايقات ما دفعها للتوقف فترة قبل أن تدخل «عش الزوجية» قائلة:«تحدثت مع زوجي للنزول معي في العمل حتى تمكنتمن تعليمه المهنة، وأصبح زوجًا و«ابن كار».

وتابعت :«أنا وزوجي متفاهمين جدا فكل منا يساعد التاني في جميع أمور الحياة حتى في العمل يقوم العميل بالاتصال بي يذهب زوجي له , وإن كانت العميلة أنثى أذهب إليها».

 

 

تعكف مي الآن على عمل ورشة عمل للراغبين في تعلم مهنة السباكة من الجنسين، قائلة :«بدل قعدتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض الانحرافات السلوكية والتصدي للبطالة، فهي مهنة مهمة جدا في مصدر للربح».