حكايات| «مسامح».. معلم «راديو وتلفزيون» الصعيد

المعلم مسامح
المعلم مسامح

كتب حمد الترهوني

تحاوطه الأجهزة الكهربائية، يجلس في محله المتواضع، يصدح الراديو بجانبه بإذاعة القرآن الكريم، ينحني أمام تلفاز يجري له صيانة، يصلح به عيبا كأنه يجري عملية جراحية، فالمعلم «مسامح» اعتاد على ذلك العمل قبل خمسة وعشرين عامًا.

يلفت نظرك بمحله البسيط  والمملوء بأجهزة الراديو التلفزيون القديمة المتراصه بعناية في انتظار دورها لإعادة الحياة إليها مرة أخرى بمجرد أن تصل يده السحرية التي اعتاد عليها زبائنه من جميع القرى المجاورة ليس قريته فقط لكن صيته ذاع في جميع القرى بدائر مركز ملوي بمحافظة المنيا
يمتلئ محله بالأجهزة، يمسك في يديه معدات التصليح، ينحني على طاولته البسيطة، وعلى الرغم من الجدران المتشققه إلا أنه يمتلك سمعة طيبة بفضل حرفته الماهرة التي تجعل الزبائن ينهالون عليه من كل فج عميق. 

 

 

يقول المعلم مسامح لـ«بوبة أخبار اليوم»: «مش عايز اقولك أتعلمت الشغلانه، فكانت الحياة زمان على قد الحال قوي وحالتنا كانت صعبة ماديا جدا والتلفزيون والراديو مكنوش موجودين، وكنت لما اشوفهم كنت عايز يكون ملكي وحدي ومن هنا بدأت الحكاية». 


المعلم مسامح جامع البالغ من العمر 48 عامًا، متزوج ولديه ستة أبناء خمسة ذكور وبنت وحيدة، اختار تصليح الأجهزة الكهربائية، للإنفاق عليهم، ومساعدتهم على إكمال دراستهم، في رحلة بدأت قبل ربع قرن مع هذه المهنة.

وتابع«المعلم  مسامح قائلاً: «اشترى لي والدي الله يرحمه راديو اليوم ده كان أسعد يوم في حياتي حتى الآن فاكره زي دلوقتي كان مسجل اسمه الخرشوفه او ناشيونال سمعت عليه أيام الشرائط بدأت افك فيه من هنا وهناك وصلت لبداية الخيط وتعملت كل حاجة فيه وبعدها بفترة سافرت ليبيا وكملت شغل في التصليح مع كام شهر كورسات في فن الإلكتورنيات، واستمريت في الغربة قرابة الخمس سنوات ونزلت مصر وفتحت المحل ده اللي انت شايفه». 

وأضاف:« بقالي أكثر من 25 عامًا شغال في مهنة تصليح الراديو والتلفزيون خلاص المهنة بقت في دمي ومعرفش اشتعل غيرها  والحمد لله ماشية وبنرزق في أخر اليوم والواحد بقي له زبون في كل مكان مع الصدق مع الناس وجودة الصنعة ومش اى حد يعرف يصلح راديوهات قديمة لأنها موهبة من الله وحده ببديها لناس معينه سبحانه». 

واختتم حديثه قائلا: «المشكلة إني تعبت جدا حتى اتقنت صنعة تصليح جميع أنواع الأجهزة الكهربائية اتعلم الصنعة، لكن للأسف معرفتش أعلم حد من أولادي لانهم شايفين الشغلانة دي متنفعش زي كده ابن عبدالغغور البرعي في مسلسل لن عيش في جلباب أبي».