بدون أقنعة

«جيرمان» أم «بيتبول»؟

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

لعل حادث « كلب المذيعة» الذى عقر أحد سكان الكمباوندات بالشيخ زايد والذى يعانى من غيبوبة فى أحد المستشفيات الآن يعيدنا من جديد للكتابة عن ضرورة إعادة النظر فى اقتناء الكلاب بالبيوت ووضع قواعد صارمة لمن يمتلكون هذه الحيوانات .. فلن يكون هذا الحادث البشع هو الأخير بل ستقع حوادث أخرى كثيرة طالما لا توجد معايير واضحة خاصة أن هجوم الكلب الـ «بيتبول» على الضحية وقع بسبب عدم وجود كمامة يرتديها الكلب فتمنعه من عقر الأشخاص وهنا تكمن المشكلة ..

قد يقول قائل أن تربية الكلاب فى المنزل حرية شخصية وهذا صحيح بشرط أن يتم تكميم الكلب وقاية لمن يتم مهاجمته وحتى لا يؤذى أحدا خلال تجوله فى الشارع برفقة صاحبه .. أنت حر فى بيتك ولا غبار عليك طالما الكلب مقيد أو مكمم لكن أن يترك حرًا فهنا لا حرية شخصية مطلقا .بالصدفة شاهدت حوالى 4 من الكلاب الشرسة تحرس إحدى الفيلات فى التجمع لكن الباب الحديدى الضخم يمنعها من الخروج فلا تؤذى الا من يحاول الدخول إلى المكان .لعل هواية تربية الكلاب التى انتشرت فى مصر وخاصة فى المناطق الراقية يحسبها البعض دليل على الوجاهة والثراء فكل حر من وجهة نظرى أن يعطينا دليلًا على غناه لكن المواطن أولًا وأخيرًا مغلوب على أمره أما يواجه كلاب الشوارع التى تتكاثر بالعشرات وتغض الأجهزة المحلية الطرف عنها تخوفًا من سطوة جمعيات الرفق بالحيوان. بالقرب من منزلى فى مصر القديمة وضع الحى صندوقًا مجمعًا للقمامة أقسم بالله العظيم أن الكلاب تتجمع حوله فى المساء وأواخر الليل فلا يستطيع أحد مهما بلغت جرأته أن يقترب من الشارع .. وفى إحدى المرات قمت بإحصاء عددها فوجدتها تتعدى 19 كلبا أو تزيد .


من المسئول عن انتشار هذا العدد الضخم على ناصية شارع واحد فقط وفى منطقة مأهولة بالسكان عكس مناطق كثيرة أخرى قليلة السكان وإذا تعرض شخص ما لهجوم هذه الحيوانات فماذا عساه أن يفعل .. أحد السكان تعرض طفله الصغير لوعكة صحية قرب صلاة الفجر فنزل ليحضر سيارته للذهاب للمستشفى فلم يستطع الوصول لمكانها بسبب كثرة الكلاب فظل ينتظر أمام باب المسجد حتى انتهت الصلاة وطلب من المصلين مرافقته ليحضر سيارته .. والله العظيم حدث هذا وكنت شاهدا على هذه الواقعة الغريبة!


بالله عليكم أخبرونى .. ماذا نفعل أمام هجوم كلاب الشوارع أو كلاب المناطق الراقية التى تعيش فى نعيم وترف فى البيوت خاصة أن هناك عددا لا بأس به فى منطقتى الشعبية أصبحوا يقتنون الكلاب كنوع من الوجاهة فتجد شباب وشابات يصطحبون كلابهم فى التنزه فى الشوارع وهى طليقة غير مكممة .فى عام 2019 هاجم كلب طفلا فى مدينتى فى المنطقة السكنية «B3» وهو يلعب أمام عمارته بعد العصر وأصابه بجرح فى الجمجمة والوجه والجسم ولم ينقذه سوى صاحبة الكلب التى خرجت على صراخ الطفل الذى أصيب بصدمة نفسية .. الفنانة رحمة حسن كتبت على صفحتها فى فيسبوك عما تعرضت له من هجوم كلب شرس «جيرمان» أسفل منزلها وهى فى طريقها لشراء بعض احتياجاتها من سوبرماركت قريب لمنزلها عندما فتحت إحدى السيدات باب سيارتها فنزل الكلب وهاجمها وتسبب فى إصابتها بعضة وجروح لأن الكلب كان بدون كمامة!


فى نوفمبر من العام الماضى .. هجم كلب شرس على طفلة وتسبب فى إصابة شديدة بفروة الرأس وأحدث عاهة لها فى عينها اليسرى حتى كانت الحادثة الأخيرة قبل أيام فى الشيخ زايد ولست بصدد الحديث عنها لأن الواقعة الآن أمام النيابة العامة صاحبة الحق فى التصرف.
قبل عدة شهور كتبت مقالين عن ضرورة وضع حد لظاهرة كلاب الشوارع وأيضا عن الكلاب التى تتم تربيتها فى المنازل وكأننى أحرث فى الماء فلا مستجيب .. من يحمينا من الكلاب؟!