رحلة قصيرة

جوف الليل

زينب على درويش
زينب على درويش

جوف الليل

غاب عن كل شيء سواها.. فالجمال يتحدث عندما تقع عيناه على خطواتها الراقية.. وحين أقبلت طلب منها ألا تفارقه.. وعيت بأنها ملكت قلبه.. تبسم ثغرها فزاد جمالها.. انحنى لها احترامًا وتقديرًا.. رفعت له رأسه وقالت: سمعت ترانيم قلبك فى جوف الليل وهى تطلب من جوارحك أن تستكين.. وها أنا هنا قد جئت لألبي النداء.

ذاكرته

فتش فى كل ركن من ذاكرته باحثًا عن ملامح وجهها.. كانت بيضاء بل سمراء.. العيون ملونة.. لا لا كانت سوداء.. بالكاد يتذكرها.. فرح لذلك.. فقد شفى من الشرود.. وبطء الحركة.. سكت لبرهة وانتابه فزع هائل كالطوفان.. ماذا لو لم أعد كما كنت.. لا بل عدت قلبي ينبض.. عاد جسدى إلى روحى.. وروحى إلى جسدى.. شعر بالرضا.. وحمد ربه.

الأسمر

أسمر اللون.. أبيض القلب.. طويل القامة.. يهابه الأطفال لضخامته.. وفى إحدى ليالي الشتاء الباردة.. قابله أحد أطفال القرية وكان يبكى من قسوة الليل والبرد.. خلع معطفه.. ووضعه على جسده المتجمد وأعطاه قطعة خبز .. والطفل متردد أن يشكره أو حتى يرفع عيونه ليراه.. نزل الأسمر على ركبتيه ثم ابتسم وقال هل ظهرت براءتى يا برىء.

ظلت ترقص

ظلت ترقص لسنوات.. حتى فقدت السيطرة على أقدامها.. إنها لا ترى الأرض.. تعذبت وصرخت كاد أن يتوقف قلبها.. أين السماء وأين الأرض.. وإلى أين وصلت.