بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: قرار حكيم 

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

حسنا فعلت الحكومة ، حينما قررت عودة التوقيت الصيفي مرة أخرى بعد انقطاع بضعة سنوات . وهو لاشك قرار حكيم ، يعطى قدرة وطاقة كهربائية إضافية لمصر الدولة والشعب ، بحيث تكون خطوة فى مشوار تدعيم الانتاج وتوفير الطاقة ، والحد من الإسراف ، وبما يتناسب مع ظروف الأزمة الاقتصادية ، ويساعد على التقشف بعض الشىء ، وإعادة النظر فى كثير من الأمور والتصرفات سواء المالية أو الإدارية ، وبما يتناسب مع الأزمة الاقتصادية العالمية ، والتى تلقى بظلالها على جميع الدول وبلا استثناء ، مع التفاوت طبعا فى مدى قوة وكثافة وعمق هذه الظلال من دولة لأخرى فى هذا العالم المضطرب . 

والقرار يعكس جدية من الحكومة ومراعاة للصالح العام وحرص على توفير أكبر مساحة ممكنة من المناخ الإيجابي الذى يسمح بمواصلة الانطلاق ، والتغلب على المصاعب والظروف والأوضاع الطارئة ، التى جدتْ على البلاد من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

والقرار يحمل فى مضمونه الكثير من الإيجابيات ، فهو يتيح كما قلت فرصة لتوفير مزيد من الطاقة ، ويزيد من ساعات العمل والانتاج ، ويوفر مساحة للناس من أجل إنجاز أعمالهم ، ويتناسب مع طبيعة مناخ الصيف الحار . ما فعلته الحكومة مؤخرا ليس بدعة بل على العكس فهناك العشرات من الدول ، ومنها دول متقدمة وربما تكون أقوى اقتصادا وامكانات ، تلتزم بالتوقيت الصيفى من أجل توفير مزيد من الطاقات المختلفة لما هو أهم من أى أمر آخر ألا وهو العمل والإنتاج .

ومن هنا فإننى أبدى إندهاشى من بعض الأصوات التى عارضت عودة التوقيت الصيفى ، برغم أن المصلحة العامة ، تقتضى ذلك ، خاصة وأننا فى مصر ، اعتدنا منذ خمسينات القرن الماضى على التوقيت الصيفى ، وكنا قد توقفنا عنه بضعة سنوات فى بعض العقود الماضية ، تبعا للأوضاع الإقتصادية التى كانت سائدة آنذاك .. أما الآن وفى ظل هذه الظروف الصعبة ، فإن عودة التوقيت الصيفى أمر حتمى . والوضع لايحتمل أى ترف من أى نوع .
ومن هنا فإننى ، أثنى على هذا القرار ، خاصة وأنه قد آُُعلن أن النية تتجه لزيادته شهرا كاملا عن المدة المحددة له دوما ، وهى أشهر الصيف ، حيث تقرر أن يمتد التوقيت الصيفى كما أُعلن إلى آخر شهر أكتوبر ، وهو أمر يعكس جدية الحكومة فى مواجهة التطورات الإقتصادية المختلفة .

وننتظر بإذن الله المزيد من القرارات الإيجابية التى تصدر من الحكومة ، خاصة وأن هذه اللحظة للعمل والإنتاج والجدية والابتعاد عن الصغائر وتوافه الأمور والتركيز فيما هو أهم وأنفع للبلاد والعباد .
[email protected]