بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: بيان بلجيكا.. ورقة بالية لا تقدم ولا تؤخر

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

أصدر  البرلمان الفيدرالي البلجيكى منذ أيام قليلة، بيانا غاية في الغرابة والاستفزاز واللامعقول ، حيث ادعى بعض الإدعاءات حول بعض حقوق الإنسان في مصر، وهو أمر غاية في العجب والاستغراب ، وتصرف استفزازى ، ينم عن حماقة وجهل ، وتدخل فج في الشئون الداخلية لمصر ، وتعدى صارخ على حقوق الدول وسيادتها الوطنية. فضلاً عن أنه بيان ينم عن جهل واضح.
 البرلمان البلجيكى الذى صَمتَ دهرا ونطق كفرا ، تجاهل تماما كل أوضاع حقوق الإنسان المهدرة في العالم أجمع، وفى المقدمة منها دول أوروبا الغربية، التي يتعامل فيها المهاجرون والمتجنسون، معاملة أقل من نظرائهم من ذوى الأصل الأوروبى. كما أن البرلمان البلجيكى لم تهتز شعرة في رؤوس أعضائه إزاء الجرائم الإسرائيلية التي تتم بشكل يكاد يكون يومى ضد الفلسطينيين العزل، بما يتضمن أقبح وأسوأ أنواع إهدار حقوق الإنسان، والذى يصل إلى حد نسف البيوت وتشريد العائلات، وأيضا لم تهتز شعرة لدى رؤوس هؤلاء النواب إزاء ما يحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من الأقطار العربية، وما يحدث للمهاجرين عبر قوارب الهجرة غير الشرعية، وما يحدث من اعتداءات قد تصل إلى حد المجازر لكثير من القوميات والأقليات كالأكراد و الأمازيج و الأرمن في حقب سابقة، وغيرهم في أماكن كبيرة في العالم .
وجاء ليُصدر بيانه المشبوه ، مستندا إلى أكاذيب حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وحتى يتم وضع الأمور في نصابها الصحيح، فإن هذا البيان هو جزء من حملة ضغط وابتزاز، تستهدف النيل من مصر، ولا يتم تقييمه من زاوية الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنه في الواقع يُقَيَمْ من زاوية الضغوط والابتزاز، الذى يحاول جاهدا النيل من مصر واستقرارها .
وبرغم يقينى ، أن هذا البيان ما هو إلا مجرد ورقة بالية لا تقدم ولا تؤخر ، إلا أنه يعكس عدم حرص نواب البرلمان البلجيكى على مصالح حكومتهم، لأنه كان من المفترض بدلا من ذلك، أن يطالبوا حكومتهم بتنمية وتقوية العلاقات مع مصر من خلال الاستثمارات المشتركة والتي تعود بالفائدة على الشعبين .
وعموما أعتقد أننا جميعا منتظرون ردا قويا شافيا من نواب مجلسنا النيابى، ردا على بيان البرلمان البلجيكى، وقطعاً للطريق على ربما ، بيانات أخرى، قد تصدر من تشكيلات أوروبية مختلفة، دائما تستغل ورقة حقوق الإنسان في المتاجرة السياسية وممارسة الضغط والابتزاز على حكومات العالم الثالث في منهج استعمارى مقيت فات أوانه وعفى عليه الزمان .