ريهاب عبدالوهاب تكتب: عكس الاتجاه

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

«أوبئة، فيضانات، عواصف، حرائق، زلازل».. سلسلة كوارث توالت علينا بشكل متلاحق خلال الثلاث سنوات الماضية.. ورغم ان الكوارث سمة الطبيعة، حيث تقول احصاءات الأمم المتحدة ان أكثر من 10700 كارثة أثرت على حوالى 6 مليارات شخص حول العالم منذ 1990، الا ان تنوع الكوارث الأخيرة وشدتها -والأهم- تلاحقها فى فترة زمنية قصيرة يؤشر لدخولنا حقبة جديدة من غضب الطبيعة، الكوارث فيها أقوى واكثر انتشاراً وأسرع تتابعا. وهو ما يطرح سؤال.. هل العالم مستعد لمواكبة ذلك؟. 

الإجابة لا وفقاً لتقرير للمجلس الدولي للعلوم «الذى يضم العشرات من المنظمات العلمية» والذى استند فى رأيه لفشل المجتمع الدولى فى المضى قدماً فى خطة تبناها عام 2015 لتقليل الخسائر والأضرار بحلول 2030 من خلال الاستثمار فى تقييم المخاطر والحد منها، والتأهب للكوارث، فى إعلان يُعرف باسم «إطار سنداى».حيث كشفت مراجعة منتصف المدة الخاصة بتنفيذ «إطار سنداى» التى صدرت منذ أيام، ان حجم وتأثير الكوارث على الأرواح وسبل العيش والنظم البيئية آخذاً فى الازدياد، ويؤثر على قدرة الدول والمجتمعات على التعامل مع الاضطرابات المستقبلية خاصة فى ظل مجموعة جديدة من الضغوطات، منها الحروب والتغييرات المناخية التى بدأت فى الظهور بشكل أسرع مما هو متوقع.. وقد تضمنت المراجعة بعض التوصيات منها تعزيز إدارة المخاطر على المستوى الإقليمى والمحلى. وتطوير أنظمة الإنذار المبكر لتوقع وتقليل آثار الكوارث.وتطوير نظم معلومات متكاملة تدعم العمل الاستباقى والحد من المخاطر  المحتملة.

لكن ماذا ستفعل كل توصيات الدنيا فى ظل سلوك بشرى يسير عكس الاتجاه ويتحرك مهرولاً نحو حتف الكوكب: فيختار الحرب بديلاً عن السلام، ويسرف فى أنشطته الصناعية المدمرة للبيئة، ويتسابق لحيازة أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية، ويتكاثر بشكل يعجّل من نضوب موارده الطبيعية.ويستثمر علمه وامواله فى تصنيع الأوبئة وتخليق الكوارث بدلاً من التصدى لها !!.