«العصا والجزرة».. سلاح تل أبيب المزدوج ضد روسيا وأوكرانيا

وزير خارجية إسرائيل مع الرئيس الأوكرانى
وزير خارجية إسرائيل مع الرئيس الأوكرانى

لم تحرك زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين الأخيرة إلى أوكرانيا ساكنًا إزاء موقف إسرائيل المتأرجح بين موسكو وكييڤ، ورغم أن الزيارة هى الأولى من نوعها لمسئول إسرائيلي بعد اندلاع الحرب الروسية فى أوكرانيا، لكنها أبقت على رمادية الموقف الإسرائيلى، ولم تضع ردًا شافيًا على مطالب أوكرانيا من تل أبيب خاصة الدعم العسكري، لاسيما بعد تشبيه الرئيس ڤلوديمير زيلينسكي الحرب بين بلاده وروسيا بنظيرتها بين داوود وجالوت، وتأكيده فى سياق كلمة افتراضية أمام حضور مؤتمر الأمن فى ميونخ: «نحن فى احتياج إلى «مقلاع» من إسرائيل، وأثق أن التجاوب مع طلبنا لن يتأخر كثيرًا».

خلال الزيارة اكتفى كوهين بالإشارة إلى اعتزام إسرائيل إمداد كييڤ بمنظومات رادارية فى غضون ما بين 3 إلى 6 أشهر، وفى وقت لم يوضح فيه سببًا للتأخير، أبلغ المسئولين فى أوكرانيا بأن الموقف الإسرائيلى بالغ التعقيد، فإسرائيل ليست كندا أو البرتغال البعيدتين عن مسرح الحرب.

وإنما تشاطر روسيا حدودًا فى سوريا، وتخوض صراعًا إقليميًا مع إيران، وترقب بقلق بالغ تقارب طهران مع الدب الروسى. لكن كييف ومن ورائها واشنطن لم تكترثا ولو نسبيًا بحسابات إسرائيل الاستراتيچية، واهتمتا فقط ب«المقلاع» الإسرائيلى.

والذى ربما أشار إليه عامدًا الجنرال دانى جولد، رئيس وحدة التطوير والأبحاث فى وزارة الدفاع الإسرائيلية بقوله: «إسرائيل الآن فى ذروة تطوير جيل جديد من دفاعات الليزر الجوية، التى يمكنها إسقاط المسيَّرات الإيرانية، وهى المنظومة الرئيسية التى تعتمد عليها روسيا فى ساحة الحرب الأوكرانية».

وينقلب تلويح إسرائيل أمام أوكرانيا والولايات المتحدة ب«جزرة» جيل دفاعات الليزر الجديد إلى «عصا» فى وجه روسيا وإيران، اللتين وقعتا قبل أيام اتفاقًا بإنشاء مصنع إيراني فى روسيا لإنتاج 6 آلاف مسيَّرة لدعم قتال الجيش الروسى فى أوكرانيا.

ووفقًا لمراقبين فى موسكو، تفوق قدرات المسيَّرات المزمع بناؤها إمكانات المسيَّرات الإيرانية من طراز «شهد 2»، بالإضافة إلى تدريب عناصر إيرانية على الدفاعات الجوية الغربية، التى سقطت غنائم فى أيدى الروس، وهو ما يعزز موقف إيران القتالى ضد حرب إسرائيلية - أمريكية مرتقبة ضد إيران.

أمام هذا الواقع المعقد لا يتبقى سوى الوقوف على هدف زيارة إيلى كوهين لكييڤ، ويدور فى مجمله حول ثلاثة أهداف، حسب تحليل «يديعوت أحرونوت»، الأول: إظهار تموضع إسرائيل فى «الموقف الصحيح» إلى جانب أوكرانيا والدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة.

ثانيًا: وضع القضية الإيرانية فى صدارة الاهتمامات. ثالثًا: إقناع أوكرانيا بحتمية العدول عن مواقفها المناهضة لإسرائيل عند التصويت فى المؤسسات الدولية، لاسيما مجلس الأمن.

اقرأ ايضاً | عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. لا نهاية تلوح في الأفق!

نقلا عن صحيفة الاخبار : 2023-2-20