عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. لا نهاية تلوح في الأفق!

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

أيام قليلة تفصلنا عن مرور العام الأول على الحرب الروسية - الأوكرانية، التى اندلعت فى 24 فبراير عام 2022، دون ظهور بارقة أمل فى التفاوض، الذى أصيب بالجمود رغم نداءات العالم لروسيا وأوكرانيا بوقف الحرب.

تلك الحرب التى بدأت صغيرة لتمتد اليوم شرارتها إلى أفق أبعد وأطول، حرب تخطت التقديرات والتوقعات فأكلت من اقتصاديات وتسببت بعجز فى الميزانيات.. دول تعهدت بالدعم العسكرى والمالى، وأخرى اكتفت باتخاذ موقف إنسانى وسياسى.

وبرغم أنها تصنف طبقًا للعلوم العسكرية، بأنها حرب محدودة بين دولتين،، فإنها حرب عالمية من حيث التأثير. ومع تمسك كلا الطرفين بشروطه، حيث تصر روسيا على استمرار عملياتها العسكرية التى تشنها على أوكرانيا حتى نزع سلاحها وضمان عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسى، فى حين ترفض اوكرانيا مبدأ الأرض مقابل السلام وتعتبر التفريط فى الأرض «خيانة»، ليظل الصراع وصوت المدافع هو سيد الموقف.

شكّل الغزو الروسى لأوكرانيا، تصعيدًا دراماتيكيًا للصراع المستمر منذ ثمانى سنوات والذى بدأ بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وشكل نقطة تحول تاريخية للأمن الأوروبى، بعد عام من بدء القتال، وصف العديد من محللى الدفاع والسياسة الخارجية الحرب بأنها خطأ استراتيجى فادح من قبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

ويرى العديد من المراقبين أن هناك احتمالا ضئيلا للتوصل إلى حل دبلوماسى فى الأشهر المقبلة، و يعترفون بإمكانية حدوث تصعيد خطير، والذى قد يشمل استخدام روسيا لسلاح نووي. سرعت الحرب من دفع أوكرانيا للانضمام إلى الكتل السياسية الغربية، بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى ومنظمة حلف شمال الأطلسى.

نشر خبراء عسكريون أمريكيون كبار يوم الأربعاء تحليلا بمجلة «نيوز ويك» الأمريكية حول استمرار الحرب فى أوكرانيا، وتوقع من سيصمد إلى الأبد. وأشاروا إلى الموعد المحتمل لانتهاء الحرب واحتمال استخدام أسلحة نووية. وقالوا «لقد كان هذا عاما صعبا للغاية بالنسبة لأوكرانيا، وأوكرانيا بلد لن يختفى، وستنتصر.

وتتناول الخبراء القضايا التى أزعجت الجيش الروسي، بما فى ذلك النقص الواضح فى التدريب الكافى للجنود وتدمير المعدات، بجانب تأثير ارتفاع معدل الخسائر فى الجانب الروسى على الروح المعنوية. وقالوا إن أوكرانيا لديها ميزة عسكرية فى الوقت الحالى ويمكنها استعادة المزيد من الأراضي».

كما تناولوا تلميحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والمسؤولون الروس، منذ شهور، لإمكانية استخدام أسلحة نووية، معتبرين أن السيناريو «غير مرجح، لكنه ممكن».. إضافة إلى ذلك، قيل إن «روسيا تعلم أن استخدام الأسلحة النووية سيؤدى إلى الانتقام وتدمير روسيا».

وأضافوا أنه «من المرجح أن الروس سيحاولون شن هجوما كبيرا قريبا جدا، قد يكون فى ذكرى الحرب فى نهاية الشهر أو فى غضون بضعة أسابيع. ولكن بعد ذلك سوف يقوم الأوكرانيون بهجوم مضاد مع الدعم الغربى الجديد».

وفى النهاية توقع الخبراء أن الروس لن ينجحوا مشيرين إلى أن الجدول الزمنى الأكثر واقعية لإنهاء الحرب سيكون بحلول الخريف المقبل.

خارج حدود أوكرانيا، أدى غزو روسيا لجارتها إلى إحداث تغييرات فى أجزاء من النظام العالمى، بما فى ذلك تشكيل كتل جديدة لم يشهدها العالم منذ الحرب الباردة.

وزادت الحرب الروسية على أوكرانيا من حدة النزاعات والمواجهات، فضلاً عن الاتجاه العالمى الحالى للدول لتشكيل كتل تتمحور حول واشنطن وبكين. وتحولت آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان وإفريقيا والمحيط الهندى والمحيط الهادئ ساحات معركة على النفوذ بين قوى مثل الصين والاتحاد الأوروبى وروسيا وتركيا، سواء من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية أو إبرام صفقات فى التجارة أو التعاون العسكرى أو الدبلوماسى.

وأضعفت الحرب قبضة روسيا على الجمهوريات السوفياتية السابقة فى آسيا الوسطى وفتحت الباب أمام تركيا للاضطلاع بدور جديد كوسيط. وجاءت الحرب فى أوكرانيا لتمعن فى زعزعة الأمور.

ويرى بيار رازو، رئيس مركز أبحاث FMES فى فرنسا ان الحرب حتما، ستؤدى فى النهاية إلى إضعاف روسيا وأوروبا وإرهاقهما، فى حين أن المنتصرَين الرئيسيين من هذا الوضع هما الولايات المتحدة والصين».

وعلى الرغم من أن بكين تدعم موسكو، إلا أنها تجنبت القيام بتحركات قد تنفر الغرب منها. وأوضحت الخبيرة الاقتصادية وخبيرة العقوبات أغات دوماريه إن «روسيا ليست فى وضع يسمح لها بالتفاوض مع الصين التى ستأخذ ما تشاء من روسيا دون أن تعطى روسيا ما تريد» مثل الأسلحة أو المكونات الإلكترونية المهمة ويراهن الكرملين على تنويع علاقاته الجيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية مع تركيا والشرق الأوسط وإيران وإفريقيا» للحد من اعتماده على الصين. كما أن ترسانة روسيا النووية الهائلة - وهى أكبر بكثير مما تملكه الصين - تجنبها أيضًا أن تصبح خاضعة تمامًا.

وبالنسبة للاتحاد الأوروبى، تمثل الحرب فى الوقت نفسه فرصة لأن يظهر قدرته على التحرك كجهة فاعلة رئيسية، فضلاً عن خطر أن يؤدى دور تابع لواشنطن من جديد. فقد أظهرت مرونتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة كبيرة منذ بداية الحرب، من خلال تقديم الدعم العسكرى ومساعدة اللاجئين وخفض اعتمادها فى مجال الطاقة» على روسيا.

وكان للحرب تداعيات على تكلفة الغذاء والتدفئة والمأوى-وهى ثلاثة من أهم الاحتياجات الأساسية للبشرية-فى البلدان النامية فى إفريقيا وكذلك فى أوروبا الغنية.

اقرأ ايضاً | بيسكوف: كلمة بوتين أمام الجمعية الفيدرالية ستتمحور حول العملية العسكرية الخاصة

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

2023-2-20