كان الإجماع العربى الشامل واضحًا ومؤكدًا، خلال المؤتمر بالغ الأهمية الذى عُقد بالأمس بجامعة الدول العربية، لدعم ومساندة مدينة القدس فى صمودها، أمام الهجمة الشرسة والعدوان المُمنهج والارهاب المستمر، الذى تتعرض له كل يوم من جانب المُحتل الاسرائيلى الغاصب وعصاباته الارهابية من المستوطنين المتطرفين.
والواقع القائم حاليًا فى الأراضى الفلسطينية المُحتلة، يؤكد فى كل لحظة، الحاجة الماسة والضرورية لهذا الدعم وتلك المساندة، من الدول العربية والاسلامية، إنقاذًا لمدينة السلام القدس على وجه الخصوص والشعب الفلسطينى وقضيته العادلة على وجه العموم.
والأهمية البالغة لمؤتمر الأمس الذى جرى بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس والرئيس السيسى وملك الأردن وأمين عام الجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية، تأتى لانعقاده فى ظل الموقف الدولى والاقليمى بالغ الحساسية والدقة، نتيجة المُستجدات والتطورات الأخيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها السلبية على الشرق الاوسط والعالم العربى والقضية الفلسطينية.
وفى ظل ذلك نرى الموقف الدولى العاجز عن التحرك الإيجابى الجاد، لوقف العدوان الاسرائيلى الدائم والمُمنهج ضد الشعب الفلسطينى فى الاراضى المحتلة كلها وضد القدس وشعبها بصفة خاصة، كما نرى اهتزازًا واضحًا فى موقف المنظمات الدولية ومجلس الأمن بالذات، وعجزه المستمر عن اتخاذ موقف واضح وصريح يدين دولة الاحتلال، ويوقف إرهابها المستمر ضد أهالى القدس واقتحام جنودها والمستوطنين للمسجد الأقصى وتدنيسهم له.
.وسط ذلك كله وفى ظله، يأتى المؤتمر ليؤكد الدعم والمساندة العربية الكاملة للقضية الفلسطينية العادلة وللقدس مدينة السلام وأولى القبلتين، وأرض النبوات وموئل المسجد الاقصى المبارك، ومسرى نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه.
وفى وسط ذلك كله وفى ظله يأتى الموقف المصرى الثابت الذى أكده ويؤكده دائمًا الرئيس السيسى، فى الدعم الدائم للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة والمساندة القوية لأهالى القدس الشريف، والسعى الدائم للحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر ولب الصراع العربى الاسرائيلى، وذلك بالتطبيق الكامل للمبادرة العربية، القائمة على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.