بالبلدى

نجحت المحاولة

مصطفى يونس
مصطفى يونس

والعبرة يا صديقى تكمن فى التوفيق، ليس أكثر، وهو ما يسميه بعضهم «حظ».. لكنى أرى أن التوفيق أشمل وأعم فالتوفيق يا صديقى يُعرف بالهداية والرشد والتأييد والتسديد، يقال: وَفَّقهُ اللهُ أي ألهمه إيّاه وسدّد خُطْاه وأنْجَحه فيما سعى إليه.. سعيت كثيرا لكنى حققت ما أريد، هنا أيقنت أن التوفيق كان حليفى، لكنها ليست نهاية المطاف..

فأنا يا صديقى أعلم جيدا ان الله لم يرد لى ذلك، فعسى الشر يكمن فى الخير.. أما وأننى قد ذاكرت، وقَدَمت، وأخرت، وسعيت، وتواصلت، واتصلت، وأبديت، وبدأت، وعرَضت، وطلبت، وسَهِرت، وحَلِمت، وصَمَتُ كثيرا، فأعلم انها آتية لا محالة، انا ما زلت احتاج فقط إلى نظرة عليا «بالتوفيق»، والله عليم وقدير..

أما من يتهموننى بالمحظوظية فهم لا يدركون حجم التضحيات، ولا يفهمون معنى المخاطرة، ولا يتحركون من أماكنهم، فقط ينتقدون ولا يقدمون حلولا.. انا يا صديقى لا اخفيك سرا، فزيادة أعدائى دليل على نجاحى، وفوزى دليل على توفيقى، والتاريخ نحن نكتبه، لأن التاريخ يكتبه المنتصرون.. أما وأن حدثتنى عن مقولة:  لا يفوز باللذات إلا كل مغامر..

فهى مقولة بها شوائب، فليس كل مغامر يفوز، واللذات ما أكثرها، لكننا هنا نتحدث عن تاريخ يُكْتب، وشخصيات تنتهى وحقبة زمنية يتحاكى عنها الأجيال المقبلة..

فقط أحاول أن أهديك الى سبيل الرشاد، هل تعلم كيف؟ بأن ننزع الغل والحقد من قلوبنا، نتمنى الخير لغيرنا نسعى لتحقيق أهدافنا بعيدا عن التسلق والتملق والتخوين والتهوين..

فليس مقبولا أن أتحدث عنك بسوء ساعيا الى تشويه صورتك، لأصبح انا المختار..

انا متأكد بأنك تجيد اللعب، وأصبحت هدافا ماهرا، ولديك من الدهاء ورجاحة العقل ما يؤهلك لتصبح أنت فقط يا صديقى خذ بنصيحتى فأنا كم ارتويت كلاما بلا فعل وكم من المعارك الحقيقية خضت، وكم من الكاذبين استمعت، بل أقنعتهم بأننى صدقت..

حتى لا اطيل على نفسى وعليك، فدعنى اقول لك:  نجحت المحاولة، ثانيا وثالثا.. كن لحوحا مع الله فهو الوحيد القادر ان يلهمك دوما التوفيق.
دمتم بخير.