بدون أقنعة

مولود كل 19 ثانية

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

فشلت حملة «حسنين ومحمدين» فشلا ذريعا فى مواجهة الزيادة السكانية فى مصر ورسبت بكل تأكيد معظم الحملات التى أطلقتها الحكومة للحد من زيادة المواليد «المرعبة» التى تنضم كل عام إلى سكان مصر وتؤثر على مشروعات التنمية فى مجالات التعليم والصحة والإسكان بشكل خاص وتلتهم ثمار التنمية أولا بأول ولعل هو هذا السبب الرئيسى فى أننا لا نشعر بوجودها ولا تصل الينا .. الأرقام مرعبة فعلا وصاعقة وتحتاج إلى تحركات سريعة لكبح جماح ظاهرة تزايد المواليد لعدة سنوات حتى يمكننا تحقيق التوازن المطلوب بين عدد السكان واحتياجاتهم .


معقولة أن يزيد عدد السكان (250) ألف نسمة فى 56 يوما فقط ؟
بهذه المعدلات يصبح لدينا نحو مليون نسمة سنويا ينضمون إلى عدد السكان بينما لا نستطيع توفير خدمات من مدارس ومستشفيات ووحدات سكنية بنفس هذه الأرقام وهناك استحالة فى أن يحقق الاقتصاد المصرى أى تقدم نوعى مهما فعلت الدولة بكل أجهزتها ومهما استنفرت أقصى طاقاتها ثم يخرج علينا من يطالبنا بتوفير احتياجات هؤلاء بحجة أن الحكومة مسئولة عنهم !
104 ملايين نسمة عدد سكان مصر فى أكتوبر الماضى طبقا لأرقام الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء وللعلم هذا الرقم الصادم لمن يقيمون فى مصر فقط غير من يقيم فى الخارج من المصريين والذين يصل عددهم إلى نحو 8 ملايين فى دول الخليج وأمريكا وكندا والدول الأوروبية .. بعضهم هجرات دائمة وبعضهم يعملون فى هذه الدول وسيعودون إلى مصر مرة أخرى .
زيادة السكان نعمة لكنها عندما تتحول إلى عجز فى الموازنة العامة تزيد الأمر عبئا على الدولة وتحد من توفير الخدمات وفرص العمل وتمثل ضغوطا لا تنتهى .


على مدى سنوات بعيدة قدمت الحكومة عدة حملات إعلانية لتنظيم الأسرة لم تفلح بشكل كبير فى التأثير على المصريين منها حملة (الراجل مش بس بكلمته.. الراجل برعايته لبيته وأسرته) وكذلك حملة (حسنين ومحمدين) وحملة (مش بالكترة بنات وبنين) وحملة (اسأل.. استشر) عن حبوب منع الحمل وأيضا حملة (حقك تختار.. ومسئوليتك القرار) والحملة الشهيرة فى الريف بعنوان (بالخلفة الكتير.. يتهد حيلك وجوزك يروح لغيرك) .


هذه الحملات أنفقت الدولة عليها الكثير من الأموال لكنها لم تؤت ثمارها بشكل فعال وعلينا تنظيم حملات فى المساجد ودخول رجال الدين على الخط والدعوة لتنظيم النسل فى خطبة الجمعة والحديث فى البرامج التى يقبل عليها الناس على شاشات التليفزيون لمقاومة الفكر المتخلف للبعض ممن يعتبرونه حراما وبمشاركة الأزهر الشريف والكنيسة فى هذه الحملات .. نحن فى حاجة لمشاركة مجتمعية قوامها الفهم الصحيح لضرورة تحديد النسل وأهمية ذلك من أجل خلق مجتمع آمن ومستقر يحصل فيه الفرد على الخدمات بكل يسر وسهولة مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة اللجوء إلى التشريعات التى تحد من معدلات المواليد .
الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد أكد احتياج الدولة إلى 60 ألف فصل تعليمى جديد، وموازنة تعليمية تصل إلى قرابة 250 مليار جنيه خلال افتتاح مدينة المنصورة الجديدة .
الزيادة السكانية تمثل تحديا كبيرا على الرغم من الجهود الكبيرة التى تقوم بها الدولة خلال السنوات الأخيرة للحد من تداعياتها لأنها مشكلة تعود إلى موروث ثقافى خاطئ. وتقف عائقا أمام جهود التنمية، حيث أن النمو السكانى يفرض ضغوطا كبيرة على موارد البلاد ويعيق الجهود المبذولة لمكافحة الفقر والبطالة .


الانخفاض واضح فى معدل المواليد عند الطبقتين العليا والمتوسطة لكن الطبقة الدنيا ما زالت محتفظة بأفكار «العيل بيجى برزقه» وغير مبالين بممارسة تنظيم الأسرة، على الرغم من أن العدد الكبير من الأطفال يحرمهم من الحصول على حياة وتعليم لائق .
مصر تزيد مليون نسمة كل 221 يوماً بمعدل 4625 يومياً أى 118 مولوداً جديداً كل ساعة ما يعنى مولوداً كل 19 ثانية.