مشوار

محمد فوزى «آكابيلا» العرب الوحيدة

خالد رزق
خالد رزق

وسط التراث الموسيقى والغنائى العربى والمصرى يلمع اسم الملحن والمطرب السهل خفيف الظل محمد فوزى ابن كفر أبو جندى فى مركز قطور بالغربية الذى ولد فى 1918 و توفى فى عام 1966، قدم محمد فوزى لمكتبة الأغانى العربية نحو 400 أغنية ولحن، لم يترك فيها نغمة ولا جملة فى كل الموضوعات الإنسانية إلا و تناولها، وإلى حد أنك عندما تبحث فى ألوان الغناء العربى كلها العاطفى و الوطنى والاجتماعى والدينى وحتى للأطفال لابد وأن يظهر لك وفى مقدمة الصفوف اسمه.

وإلى جانب التلحين والغناء تصدر فوزى كل المطربين العرب الذين اتجهوا للتمثيل أو شاركوا بأفلام بتقديم 37 فيلماً كانت عنوانًا لتطور فن السينما فى زمنها وما زال الجانب الأكبر منها يعرض حتى اليوم، وفى مسيرته الفنية والعملية العبقرية أسس شركة للإنتاج السينمائى حملت اسمه، كما أسس شركة لتسجيل وإنتاج الصوتيات حملت اسم مصر فون وهى الشركة التى أدخلت المصريين للمرة الأولى مجال إنتاج الإسطوانات الذى كان حكراً على شركات أجنبية، و جرى تأميمها فقط بعد 3 سنوات من تأسيسه لها.


الغريب فى مسيرة فوزى و هو بالمناسبة درس الموسيقى أكاديميًا لفترة من حياته فى معهد فؤاد الأول للموسيقى (لكنه انقطع عن الدراسة إيثاراً لاحتراف التلحين و الغناء)، الغريب أنه عندما تقدم لاختبارات الاعتماد بالإذاعة المصرية كملحن ومطرب قبل كملحن ورفض كمطرب واستمر الحال به مرفوضًا إلى ما بعد قيام ثورة يوليو 1952.. عاش فوزى الحالة الوطنية لزمنه بكل تفاصيلها السياسية والاجتماعية وانعكس ذلك فيما قدمه من ألحان وأغان لنفسه ولغيره من المطربين، و عاش أطفال مصر حالة فوزى بترديدهم وحتى اليوم أغنيتى ماما زمانها جاية وذهب الليل والحقيقة أنه لو ما قدم غيرهما لكفاه.. عبقرية فوزى الموسيقية والغنائية تجدها فى لحن وحيد فريد فى المكتبة العربية وهو لحن أغنية ارحمنى طمنى التى قدمها فى أحد افلامه، اعتمد فوزى وللمرة الأولى والأخيرة حتى الآن فى الموسيقى العربية طريقة أداء «الآكابيلا» التى تحل فيها أصوات البشر من الكورال محل أصوات الآلات الموسيقية، فخرجت تحفة فنية لا نادرة وإنما وحيدة فى تراثنا الموسيقى.