حكايات| «بنصف جسد».. «عم فتحي» عايش الحياة سليم

عم فتحي
عم فتحي

«على عكازين على عكازين.. الدنيا ماشيه على عُكازين»، غلب عم فتحي، كلمات فؤاد حداد، حين تخلى عن عكازه، متمسكًا بالسير على يديه.

بنصف جسد، وبإرادة كاملة، وبابتسامة تعكس تصالحًا مع واقعه، طوع كل شيء حوله لخدمته، فتجارة بسيطة تغنيه عن سؤال الناس، وبيدين يرفع نفسه إلى دراجته النارية.

قبل سنوات اعتاد عم فتحي، كل صباح خلال فترة شبابه، الخروج إلى عمله حيث مقر عمله بالسكك الحديدية، ومع كل خطوة يخطوها كان يذهب إلى مصير لا يعرفه، ولا يعرف أنه سيودع مع جزءًا غاليا منه.

وبعد أن قضى يومه الذي اعتاد عليه، منتهيا من عمله، أسرع إلى باب القطار، ليتفاجئ بسقوطه أسفل عجلات القطار.

مشهد دامي لم يشاهده عم فتحي في الأفلام الدرامية، ولكنه عاشه في الواقع، فبعد أن دهسه القطار جذبه الناس وأسرعوا به إلى المستشفى، لكن بلمحه واحدة علم أنه سوف يعيش ما تبقى من عمره بدون نصفه السفلي.

واسترجع عم فتحي تفاصيل الحادث الأليم قائلاً: «كنت صغير شوية، والقطر داس عليا، قعدت تلت شهور بتعالج، بعد ما طلعت من المستشفى حاولوا يركبولي جهاز معرفوش ملقوش مكان يثبتوه فيه».

أمام واقع جديد، بدأ عم فتحي ابن بني سويف، الالتفات إلى مستقبله، في محاولة منه لتجاوز تلك الأزمة، فلجأ إلى بيع الخضراوات، بمساعدة بعض المحيطين.

وعلى لسانه يقول:« بعد ما طلعت من المستشفى كنت ببيع خضار، يعني كنت ببعت أي حد  من ولاد الحلال يبيعوا الحاجة، رايح السوق يافلان هاتلي معاك ليمون، شوية جرير وأحاسبك عليهم».

ولأن الحاجة أم الاختراع، تمكن عم فتحي من صنع لوح خشبي بعجلات، يسهل عليه قضاء حاجته، قائلا:« بمشي على إيديا، وعملت لوح خشب برولمان بلي، عشان أعرف أدخل الحمام».

ووسط تلك الصعاب الذي عانى منها عم فتحى، أبت نفسه العفيفة، أن يسأل الناس، فلجأ إلى بيع المناديل الورقية، متمسكا بحلم بسيط أن يحصل على أحد الأكشاك، يساعده في حياته المقبلة.