حكايات| دولت كشري.. «تسبيكة» عمرها 50 عامًا

دولت كشري
دولت كشري

منزل بسيط تسكن فيه "دولت كشري"، وأحلام بسيطة، وإنجازات تفوق طاقتها، حققتها أشهر بائعة كشري في قنا.

منذ قرابة 50 عاما، اتخذت «دولت فاوي» من بيع الكشري صنعة لها، تساعدها على أعباء الحياة، وتربية الأبناء.

ولا يحتاج المار ليسأل عن مقر بائعة الكشري، فيكفي أن ينساق وراء رائحة تفوح من بعيد، فشارع البطحة ودولت مرتبطان كل منهما يميز الأخر.


وأصبحت «دولت» أشهر بائعة كشري في قوص، تكسب قوت يومها وتصرف على أبنائها حتى زواجهم من " عرق جبينها".


«جدعنة الست الصعيدية»، صفة لم تغب عن دولت فاوي، والتي لجأت للعمل رغبة منها في مساعدة زوجها وتربية أبنائها بعد وفاته.

بدأت دولت فاوي، الشهيرة بدولت كشري، رحلة العناء والعمل منذ 50 عاما، إذ كانت تساعد زوجها في العمل، كانت تقف بجانبه حتى يتمكنا من عيش حياة هنيئة إلى حد ما.


وعلى الرغم من عدم وجود رفاهية بها، إلا أنها كانا يكسران ذلك بالعمل والحب الذي جمعهما طيلة سنوات عاشا معا، تحملا فيها كافة الظروف.

أصيب زوج "دولت كشري"، بمرض السكري، وبعدها بُترت قدمه، بدأت الزوجة الصبورة المكافحة، في الاستمرار في العمل في تجهيز وبيع الكشري، حتى تستطيع الإنفاق على أسرتها.

من التعاطف للاستفزاز.. عامل النظافة لم ينه «طبق الكشري»

ومنذ قرابة خمسة عشر عامًا مضت، فارق زوجها الحياة، تاركا لها إرثا ثقيلا وستة من الأبناء، من بينهم ثلاثة ذكور وثلاث إناث، استطاعت بائعة الكشري في تربيتهم والإنفاق عليهم من الكشري، وإلحاقهم بالتعليم.

خمسة جنيهات هي تكلفة طبق الكشري من أيدي «دولت كشري»، ولم تتغير الأسعار بالرغم من غلاء الخامات، و"اللي مش معاه بياكل".


طقس يومي اعتادت عليه، فالاستيقاظ مبكرً هي وأبنائها، لتجهيز الكشري، سعيًا للرزق ومنافسة محال مجاورة، ولكن لكل رزقه وهو ما يرضيها، فأمنيتها مسكن لها، وزيارة بيت الله الحرام، وحسن الخاتمة.