محمد الحداد يكتب: شهد الحب وشراسة الموت  

محمد الحداد
محمد الحداد

.. ورغم إني لا أؤمن بالحظ الا أنني علي يقين بأن هناك ثلاثة ضيوف يأتون بلا موعد مسبق (الحظ والحب والموت) وبالرغم من يقيني أن من ذهب في غياهب الموت الا انه سيبقي حاضراً في قلبي وذاكرتي  حتى بعد أن  خطفته  الأيام بعيدا، وأصبح  ما بيني وبينه فراقًا بعيدًا  بحجم المجرة. .. 

ومع وحشة الموت وشهد الحب والحياة وحلاوة الحظ اصبحت لا يدهشنى الموت، ففى كل مرة أفقد إنسانا غاليا اتأكد إنني اقترب من الموت و أعلم أنه سر استمرار الحياة الغريب شديد الغموض .. وتمضي الأيام ثقالا ندرك خلالها أن من مات يخطف شطر روحنا ونرحل معه نموت كل يوم بجزء من أرواحنا .

وعلي باب القبر وظلمته ننسي كل شيء له علاقة بالدنيا .. الأولاد والعمل والدولار والجنيه والأسعار والفيروسات والحروب .. كل شيء يصبح بلا معني .. ومع ضيق فتحة القبر تتسع عدسة الحياة لنكتشف انها  بالرغم من قرفها وتعبها تزداد بريقا ونحمد الله اننا ما زلنا علي قيد الستر وما تبقي من صحة وعافية وشظايا متبقية من الحب وومضات ليست خافتة من الماضي الموجع بذكريات الموت الفادح .

بين خليج البوسفور وبحيرة كونستانس في ميونيخ التي تكاد ترتقي للسماء علي ارتفاع 398 مترا لتشهد الله أن الحب دينها وديدنها تترسب بقايا ليست خافتة من ومضات وبريق وشغف ولهفة لحب ضاع في مياه البوسفور.  

آلام مبرحة تعصف تحت الضلوع لا يسكت نحيبها ما بين تركيا وألمانيا ومصر.  
أمنيات عاجزة لو أن  للروح أجنحة قادرة علي السفر إلي خارج المجرة  أو إلي مكة والمدينة المنورة للتمسح بالحجر الأسود والتشبث بأستار الكعبة والفضفضة في الروضة الشريفة عند بيت وقبر الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم.

أنين ونحيب شتوي مؤلم لا يسكت رغم بعد المسافة والزمن .. الله وحده قادر علي اسكاته. 
يارب يا أرحم الراحمين اربط علي كل قلب فارقه حبيبه وثبته علي دينك ويقينك يارب العالمين.