شهريار

مجتمع غابت أخلاقه

إسلام الراجحى
إسلام الراجحى

كلما تطلعت اسم الملحق الذى أشرف بكتابة مقال رأى بداخله ألف عيلة و عيلة، ازداد يقينى بأهمية هذا الملحق بشكل خاص وهذه النوعية من الفنون الصحفية الاجتماعية بشكل عام، فالباحث فى شئون مجتمعنا يدرك تماماً أن هذا المجتمع هُدمت ثوابته، وانهارت قيمه، وغابت أخلاقه، أصبحنا نستيقظ يومياً على جرائم لم يكن يعرفها مجتمعنا، فمن منا يتخيل أن تقتل البنت والدتها فى بورسعيد بمساعدة عشيقها وهى مخطوبة !، ومن منا يتصور أن نشاهد فعلا فاضحا بهذا الشكل فى واقعة الكوبرى.

أسأل نفسى يوميا: من المتهم فى هذا الانفلات؟ أقول لنفسى ربما التطور التكنولوجى الذى أتاح توثيق كل فعل وبثه على الهواء ونشره بضغطة واحدة تطول الوطن العربى، ربما أيضا أصحاب الصفحات على الفيس بوك الذى سيطر عليهم هوس التريند و اللايك و الشير، ولا أستبعد أيضا تقصير الأسرة والإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية فى دورهم فى إعداد نشء سوى.

 ولكن يبقى السؤال الأهم: هل نستطيع أن نتصدى لتلك الظواهر السلبية؟ الإجابة: نعم بالتأكيد ، ولكن كيف التنفيذ؟، تصورى لابد من إستراتيجية موحدة بتكاتف أجهزة الدولة، تبدأ بحملة مكثفة من مركز المعلومات بمجلس الوزراء بإعداد فيديوهات عن الأخلاق تنطلق على السوشيال ميديا، وتخصيص مادة للأخلاق ضمن مناهج التربية والتعليم وعودة الدين كمادة أساسية، إطلاق وزارة الشباب والرياضة مبادرة «أخلاقنا» فى مراكز الشباب وبجوائز قيمة، وتوجه المؤسسات الدينية دروسها وخطبها الأسبوعية نحو ذلك ، ويلزم المجلس القومى للطفولة المدارس بدورة تدريبية صيفية وحضورها إجبارى، ومع كل هذا على كل رب أسرة  أن يخصص جزءا من وقته للحديث مع أولادنا، علينا أن ننقذهم من براثن السوشيال ميديا، اللهم احفظ أولادنا وشبابنا وجملهم بالأخلاق.