هيثم مصطفى يكتب: كلاسيكيات 2 ‏Rawhide

هيثم مصطفى
هيثم مصطفى

لإن الشاشة الصغيرة كانت تمثل مصدر الإلهام والترقب للعديد من الجماهير، وبالأخص في الولايات المتحدة، وكيف أنها كانت تعتبر من وسائل الترفيه القليلة في القرن العشرين، فكانت شبكات التلفزيون منذ النصف الثاني من القرن العشرين هي الملاذ الدائم لكل الناس، وخصوصًا وأن الناس كانت تترقب المسلسلات التلفزيونية بشكلٍ محموم وبما يعينها على تحمل مصاعب الحياة اليومية القاسية في أمريكا، وخصوصًا في ولايات الجنوب!!

ومن هذا المنطلق وفي العام 1959، أنتجت شركة “CBS” التليفزيونية المسلسل الأبيض والأسود الأشهر في عالم “الويسترن” الأمريكي، “Rawhide”، والذي كان يحكي عن حياة رعاة البقر وجيل الرواد في العام 1880، وخصوصًا بعد الحرب الأهلية الأمريكية، وتصوير رحلات نقل قطعان الماشية عبر الولايات الأمريكية البرية والبكر والتي أمتلأت بمناظر Landscape”” خلابة.

ولقد بدأت قصة المسلسل بقيام أرملة شابة جميلة وغنية لمجموعة من رعاة البقر لنقل قطيع مهول من المواشي لها من أقصى البلاد لأدناها، وقد أعتمدت على إخلاص الرجال الذين سيقومون بمثل هذا العمل الخطير، وعلى رأسهم زعيمهم جيل فافور (إيريك فليمنج) الذي كان هو قائد القطيع في مسيرته المليئة بالمخاطر الجمة، وقد شاركه البطولة النجم الصاعد آنذاك كلينت إيستوود والذي قدم دور “رودي ياتس”، ذلك الدور الذي صنع منه نجوميته الحقيقية، والتي جعلته مؤهلًا ومقبولًا كي يصبح هو بطل أفلام “الويسترن” بلا منازع!!

وقد أعتمد المسلسل على الإبهار والتشويق، فكل موسم كان يقدم قصة مسيرة لرحلة هؤلاء الشجعان، وكل موسم لديه مجموعة من الحلقات والتي تجسد المشكلات التي كان يقابلها الرعاة، ما بين مخاطر الذئاب، وهجمات قطاع الطرق، وغارات الهنود الحمر، وأيضًا مشاكل الخارجين عن القانون، وكذلك التورط في المشاكل الداخلية للمدن التي كانوا يمرون عليها، ولا يمكننا أيضًا تجاهل عرض مشاكل أفراد القطيع - المتباين في اختلافاته وطبائعه - فيما بينهم وكيف كان جيل فافور يقوم بحلها بأسلوب قيادي.

ومن الملفت في الأمر، أن هذا التباين قد خلق حياة من التناغم والذي عمل على إنجاح المسلسل، وبالأخص شخصية كلينت إيستوود التي كانت متمردة وعنيدة وكثيرة العلاقات الرومانسية عبر حلقاتٍ عدة، الأمر الذي ساعد على إستمرار المسلسل لـ8 مواسم ناجحة ومتميزة، وفي تلك المواسم ظهر فيها العديد والعديد من نجوم هوليوود كنجومٍ للشرف، أمثال ميكي روني وتشارلز برونسون ولي فان كليف!!

ليبقى علامة عن الغرب الوحشي.. والحياة البكر لتلك الحقبة القديمة.. حيث القطعان الجامحة.. والمغامرين الشجعان في ملاحم عبر السهول والوديان الأمريكية القديمة!!