إطلالة نور

عقلى .. دليلى

محمد هنداوى
محمد هنداوى

ساقنى قدرى منذ أيام قليلة على استقلال سيارة تاكسى فى ساعة مبكرة من الصباح لتوصيلى إلى أحد الأماكن فى مدينة نصر بالقاهرة ، وأنا كعادتى منذ فترة أتهرب دائمًا فى مثل تلك المواقف التى اعتدت عليها من الدخول فى حوارات لا تسمن ولا تغنى من جوع حول بعض القضايا والملفات التى تثار على فترات فيما يخص أولويات عمل الدولة وقضايا سياسية ليس تقليلاً - لا سمح الله - من شأن المتحدث أو رفضاً للدخول فى مناقشة وحوار موضوعى معه ولكن وجهة نظرى إن الحديث لن يفيده فهو مقتنع بوجهة نظر تبناها من حالة تشكيك هنا وشائعة هناك من قنوات معادية أو عبر مواقع السوشيال ميديا كارهة لا انجاز أو نجاح يتحقق على أرض مصر فى أى ملف أو حل أى أزمة أو مشكلة كانت تواجهنا كدولة منذ سنوات وتحاول دائماً جعل المواطن فى حالة خصومة وعداء مع الدولة . 

نعود إلى الحوار الذى بدأه سائق التاكسى ناقما على الدولة وما تقوم به من مشروعات قومية وأعمال تطوير لكل بقعة على أرض مصر .. وحاولت جاهداً ان أغير دفة الحوار إلى كأس العالم وما يشهده من انجاز تاريخى حققه فريق المغرب والابهار والمتعة فى تلك النسخة من البطولة إلا أننى فشلت ليأخذ طرف الحديث سريعاً بعد أن نكشته قائلاً : خد بالك الازاز الأمامى بتاع التاكسى كده خطر عليك وممكن يعملك مخالفة فى أى حملة مرورية لأنه متكسر خالص ويارتنى ما قولتله ليرد قائلاً :  يعنى أعمل ايه يا بيه .. سألت عليه كان بـ٨٥٠ جنيها وبقى بضعف السعر دلوقتى وده غير أسعار قطع الغيار والزيت  .. والدولة رايحة تعملنا مشروعات مش وقتها .. مش لازم يكون عندنا أولويات ؟! .

فما كان بى لأرد عليه بأحد المواقف التى أخبرنى بها أحد الأصدقاء التى تتحدث وتحاضر فى مجال الأمن القومى.. وسألت السائق قائلًا: 
هسألك على حاجة وياريت لو تقدر تجاوبنى عليها لأنى مش عارفها .. لو عندنا حمار وبقرة وخروف بياكلوا من نفس الأكل هما الثلاثة تقدر تفرق بين مخلفات الثلاثة؟ ليرد قائلاً: وأنا هعرف ازاى يعنى هو أنا خبير ولا دكتور بيطرى ولا متخصص فى مجال الحيوانات ؟! ..

لأرد عليه وهو أنت بتفهم فى إدارة ملفات وأولويات عمل الدولة ومتخصص فى الأمن النووى ولا مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة علشان تقولى رأيك فى أولويات وأهمية إنشاء محطات طاقة نووية ولا عاصمة إدارية جديدة وغيرها مما تحدثت عنه فى بداية حديثنا .. ليصمت قليلاً ويرفض الرد ، وقلت له خلى العقل دليلك. وينتهى اللقاء بوصولى إلى المكان الذى كنت أرغب فى التوجه إليه. 

وأخيراً ما أردت أن أذكره هو إننا جميعاً لا نملك التفاصيل والرؤية الكاملة الموجودة أمام متخذ القرار فى هذه الدولة ليس فقط فى الملفات والقضايا والموضوعات السياسية والاقتصادية وغيرها. 

واختتم مقالى هذا الأسبوع مستشهداً بما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أيام خلال افتتاح مشروعات قومية بمحافظة الإسكندرية ومنها تطوير المنتزه قائلاً : عمرنا ما هنعمل إلا كل خير لبلدنا وأى حاجة بندخل فيها بنعملها حلوة أوى والله.. ومش بنعمل أى حاجة «أى كلام».. وأنا معرفش «الأى كلام».. وباين علينا إننا اتعودنا عليه .. والناس شكلها اتعودت على «الأى كلام».