مجرد فكرة

مصر لا تحرسها الملائكة

محمود سالم
محمود سالم

 جاء فى الأثر، أن سيدنا نوح عليه السلام لما جاء الطوفان وركب السفينة وطاف الأرض كان كلما مر على بلدة خرج إليه الملائكة الذين يتولون حراستها فيسلمون عليه ويلقون عليه السلام، ولما مر على مصر لم يخرج إليه أحد فتعجب سيدنا نوح من ذلك فنزل عليه الوحى من الله تعالى «لا تعجب يا نبى الله فإن كل بلد جعلت لها ملائكة تحرسها إلا مصر فإنى توليت بنفسى حراستها».

ولما انتهى الطوفان واستقرت سفينة نوح على الأرض قال له حفيده: لقد آمنت بك يا جدى ولم يؤمن بك أبى فادع لى دعوة أسعد بها ، فقال نبى الله: اللهم إنه آمن بى فأسكنه الأرض المباركة التى هى أم الدنيا وغوث العباد والتى نهرها أفضل أنهار الدنيا. 

هكذا سميت مصر باسم سيدنا نوح «مصرايم» إبن حام إبن نوح . وفى التوراة مكتوب أن مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء كبه الله على وجهه وقصمه يوم القيامة، وما يريدها أحد بسوء إلا أهلكه الله، وبنص القرآن هى خزائن الأرض «قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم» سورة يوسف. ومصر أيضا كما يقول المفسرون كنانة الله فى أرضه ما رماها أحد بسوء إلا أخرج الله من كنانته فرماه بها فأهلكه ، وأن الله قد منح مصر ومكة الجنة والجنة صفة وخاصية إلهية هى الأمن والأمان فمن أراد تغيير تلك الخاصية هو تعد صارخ على إرادة الله . لذلك يرد الله كيد من يكيد لمصر فى نحره..

وعندما قال رسول الله سيدنا محمد «استوصوا بأهل مصر خيرا واتخذوا منها جندا كثيفا» سأله الصحابة : لماذا يا رسول الله ، فقال: لأن أهلها خير أجناد الأرض وهم فى رباط إلى يوم الدين . 
مصر ذكرها الله كثيرا فى القرآن وقال «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»  فيا أهل مصر لا تخافوا.. مصر يحرسها الله، ودوما مصر فى حفظ الله وحصنه دائما أبدا.. تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.

كلمات رائعة من القلب لزميل دراسة وصديق عمر يتمتع بأكبر قدر من الوطنية والأخلاق الرفيعة وهو المستشار الإعلامى السابق بوزارة الخارجية إبراهيم حجاب وهى كلمات أرى أن يقوم تجار الدين بتعليقها فى رقابهم لعلهم يفقهون  وإن كان ذلك صعبا على أمثال هؤلاء لكونهم لا يتعلمون.. اقرأوها لعلها تعيد الوطنية المفقودة التى باعوها فى سوق النخاسة من زمان!