تكريمات المهرجانات.. بيزنس ولا مجاملات؟!

«ملك وكتابة» أبرز أعمال المخرجة كاملة أبو ذكرى
«ملك وكتابة» أبرز أعمال المخرجة كاملة أبو ذكرى

العديد من المهرجانات الفنية محلياً وعربياً وعالمياً، تعتبر تكريم الفنان أو المخرج أهم فقرات المهرجان، إذ يسعى كل مهرجان في كل دورة إلى تكريم عدد من الأسماء البارزة التي كان لها دور فاعل ومؤثر في المسيرة الفنية، الملاحظ أن هذه المهرجانات لا تبذل جهدا في عملية الاختيار، وليس هناك آلية ثابتة يجرى من خلالها اختيار المكرمين، لسنا ضد تكريم الفنانين أو المخرجين، لكننا ضد المجاملات والاختيارات العشوائية التي لا تستند إلى منطق أو منهجية، ولن نشير إلى أي اسم بعينه.

هناك فنانون ومبدعون يعيشون حالة من الإحباط لعدم التقدير المعنوي لعطائهم، وكبار السن بمعظمهم يعيشون الإهمال إلا فى حالاتٍ نادرة، كتكريم نادية لطفى قبل رحيلها، لكن ما زالت هناك أسماء كبيرة من الفنانين والمخرجين وأشخاص خلف الكاميرا يستحقون التقدير المعنوي والتكريم، حتى الذين رحلوا وتناستهم المهرجانات.

عموماً، تكريم الفنانين في المهرجانات المهمة بالطبع يخضع لعدة معايير فنية يتم اختيارهم على أساسها، ولكن الوضع في الفترة الأخيرة تغير، فبعض المهرجانات المهمة تقوم بتكريم عدد من الفنانين ليس لهم تاريخ يذكر، يستحق أن يكرموا من أجله. 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44 يكرم الفنانة لبلبة والمخرجة كاملة أبو ذكرى ومشوارها الفني 6 أفلام فقط على مدار 20 عاماً، لكنها منحت المخرجة جائزة فاتن حمامة للتميز، لتضع كاملة فى الصف الأول مع الكبار الذين كرمهم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

في هذا التحقيق تبحث «آخر ساعة» عن مخرجين وفنانين فاتهم قطار التكريم رغم أن كلاً منهم يمتلك فى رصيده العديد من الأفلام، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، رضوان الكاشف وخالد الحجر وعاطف الطيب وحسام الدين مصطفى وغيرهم كثيرون، ومن الفنانين هناك أسماء كثيرة كانوا نجوماً فى أدوارهم الثانوية مثل فاروق فلوكس، أشرف زكى،  رياض الخولي، وغيرهم.

اقرأ أيضا | ناقد فني: شيرين عبد الوهاب غير منضبطة نفسيًا والمقربون منها يرونها «استثمار»

الناقد الفني طارق الشناوي، عضو اللجنة العليا للتحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي، قال إنه يتم اختيار الأشخاص المرشحين للتكريم من قبل اللجنة العليا للتحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي، وأنه لابد أن يكون الشخص الذى يتم تكريمه قد قدم إنجازاً، حيث يوجد جائزتان، الأولى جائزة فاتن حمامة للتميز، والتى كانت من نصيب المخرجة كامة أبو ذكرى، والثانية جائزة الإنجاز (إنجاز العمر)، والتى تقدم لمن يكون له رصيد ضخم عبر السنوات وحصلت عليها الفنانة الكبيرة لبلبة.

أضاف، أن هذا التكريم يكون وفقا للتاريخ ومجمل الأعمال المقدمة، وليس عملاً سينمائياً محدداً، كما أشار إلى فيلمى (ملك وكتابة، وواحد صفر) باعتبارهما من الأفلام المميزة التى بها ملمح استثنائى كفكر إبداعى سينمائى مستمر حتى الآن.

أما بالنسبة لتكريم اسم سمير صبرى، فأوضح أن هذا التكريم ربما يكون متعلقاً بالأفلام التى قدمها كمنتج وليس كبطل، ودوره فى مهرجان القاهرة منذ البداية.
قالت الناقدة ماجدة موريس، إنه يوجد فنانون ومخرجون كثيرون يستحقون التكريم، لكن كل مهرجان له رؤيته فيمن سيمنح التكريم سواء أحياء أو أموات، وأشارت إلى أنه يوجد مهرجانات تكرم من هم على قيد الحياة فقط لكونهم مصدر جاذبية، وترى أن الفنان أشرف زكى والممثل الكبير رياض الخولى يستحقون التكريم، وكذلك الحال بالنسبة للكاتب عاطف بيشاى.

أضافت، أن كاملة أبو ذكرى تستحق الجائزة وبجدارة، وأن التكريم وفق للتاريخ والتميز، وأيضا يتم فى إطار الحدث والمناسبة، وأشادت بأعمال المخرجة كاملة أبو ذكرى مؤكدة أنها من الأعمال المختلفة، وبها لمسات إبداع، وأنها دائما تتابع أعمالها وتكون فى انتظارها، مشددة على أنها من أهم المخرجات المصريات فى الوقت الحالى سواء فى السينما أو التلفزيون.

وأشارت موريس إلى أن عدم تقديم كاملة أبو ذكرى أكثر من ستة أفلام يعود إلى أن عدد الأفلام المنتجة فى السينما المصرية بات قليلاً، كما أشارت إلى فيلميها ملك وكتابة، وواحد صفر،  موضحة أنهما من الأعمال المهمة التى تدخل ضمن ذاكرة السينما المصرية.

الناقدة ماجدة خير الله، ترى أن مهرجان القاهرة السينمائى قام بتكريم كل من قدم عملاً متميزاً يستحق التكريم ولم ينس أحدًا، حيث إنه يتم اختيار الأشخاص الذين يمنح لهم التكريم وفق خطة معينة توضع من قبل العاملين فى المهرجان ووفقا للمناسبة التى سيتم بها التكريم، مضيفة أن من الأشخاص الذين يستحقون التكريم فى الدورات القادمة من مهرجان القاهرة السينمائى، المخرج محمد أمين ومن أعماله المتميزة (فيلم ثقافى - بنتين من مصر - فبراير الأسود).

أضافت، أن المخرجة كاملة أبو ذكرى، قدمت أعمالاً مهمة جداً فى تاريخ السينما منها واحد صفر، ملك وكتابة، يوم للستات، سنة أولى نصب، وتعد هى وهالة أمين من العلامات فى السينما النسائية بمصر.

يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين، إنه عند اختيار الأشخاص الذين سيتم تكريمهم فى مهرجان القاهرة السينمائى، يتم تقييم أعمالهم فنيا وليس تجاريا، فالنجاح الفنى هو الذى يدوم.
أضاف، أن هناك من يرى أن كاملة أبو ذكرى صغيرة على التكريم، ولكن التكريم ليس بالعمر، ولكن بما قدمته من أعمال أسهمت فى تحقيق بصمة فنية كبيرة، كما أشار إلى أن أعمال المخرجة كاملة أبو ذكرى تمثل قيمة فنية كبيرة جداً خلال فترة العشرين عاماً السابقة، وأنها من رائدات السينما فى الوقت الحالي، وبالتالى تستحق التكريم.

ويرى سعد، أن النجاح السينمائى منقسم لشقين نجاح تجارى ونجاح فنى، وأنه يوجد أعمال قد تنجح فنياً ولا تنجح تجاريا، وأشار إلى أن فيلمى الأرض، وباب الحديد ليوسف شاهين، رغم أنهما من علامات السينما المصرية إلا أنهما لم ينجحا تجاريا، لكن عندما عرضا فى مهرجانات كان يتم مشاهدتهما باعتبارهما تحفاً فنية، وأشار إلى أنه كان يتم تكريم الفنان فى المهرجان بعد وفاته، وهذا الأمر قد استمر لفترة طويلة، ثم توقف مؤخرا وبدأ التوجه لتكريم الفنانين الكبار سواء فى النجومية أو السن، وحاليا أصبحت النظرة فى مهرجان القاهرة مختلفة بأنه يجب الأخذ فى الاعتبار الثلاثة أجيال (الكبار والوسط وجيل الشباب)، بحيث يتم تكريم واحد من كل جيل فى المهرجان.

وقال سعد، إن هناك الكثير ممن يستحقون التكريم كالدكتور سمير فرج مدير التصوير الذى قام بتصوير أكثر من مائة وأربعين فيلماً، وأيضا السيناريست بشير الديك والذى كتب سيناريو سواق الأتوبيس، وكذلك المخرج محمد ياسين من جيل الوسط، وهو تلميذ عاطف الطيب ومحمد عبد العزيز، لكن المهرجان يكرم اثنين فقط، لذا من الممكن أن يتم تكريمهم فى الدورات المقبلة.