فى المليان

مـصـر تـذهل الـعـالـم فى مؤتمر قمة المناخ 27

حاتم زكريا
حاتم زكريا

فيما يشبه بالمهرجان العالمى انطلقت هذا الاسبوع بمدينة شرم الشيخ المصرية فعاليات أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ ( COP27  )  والتى تستمر حتى 18 نوفمبر الحالى بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء ورؤساء حكومات دول العالم وعدد كبير من الشخصيات الدولية والخبراء ، وسط أمال عريضة للتوصل الى نتائج ملموسة لإنقاذ كوكب الأرض من التغيرات المناخية .. 

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى الدورة يوم الإثنين الماضى ، وألقى الرئيس فى الجلسة الافتتاحية للقمة كلمة أوضح من خلالها ملامح خريطة الطريق نحو مستقبل أفضل لشعوب العالم والإنسانية جمعاء خاصة فيما يتعلق بسبل وآليات تنفيذ الشعارات والتعهدات السابقة وتحويلها الى حلول والتزامات حقيقية واقعية لخفض نسبة الانبعاثات الحرارية وضمان الحياة بشكل طبيعى وآمن بيئياً وصحياً على كوكب الأرض ولتستمر دورة الحياة فى العطاء والتنمية للبشرية كلها .. كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة لأنطونيو جويتريش الأمين العام للأمم المتحدة والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات الدولة المضيفة لقمة المناخ القادمة ( COP28  ) وماكى سال رئيس السنغال بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقى .. 

وفى اليوم السابق للجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة المناخ شهدت شرم الشيخ الجلسة الإجرائية للمؤتمر ، والتى تم فيها انتخاب سامح شكرى وزير الخارجية المصرى رئيساً للدورة السابعة والعشرين وتسلمه رئاسة الاجتماعات من    د. ألوك شارما رئيس الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر التى عقدت فى مدينة جلاسجو باسكتلندا العام الماضى .. وفى كلمته رحب شكرى بالمشاركين فى المؤتمر ووجه لهم الشكر على ثقتهم فى مصر والتى عكس إختيارها لهذا الحدث الأهم والأكبر على الإطلاق ، مؤكداً أن مصر عازمة على مواصلة المسيرة لجعل المؤتمر علامة مميزة على طريق طويل لتضمن وصوله الى وجهته المنشودة .. وأكد شكرى أن القمة نقطة فارقة ولن ندخر جهداً لإنجاحها .. وأشار شكرى إنه تم إقرار بند الخسائر والأضرار على جدول الأعمال بحيث ستكون أفريقياً طرفاً أصيلاً فيه .. 

وأكدت مصادر مقربة من أصحاب القرار إنه تم إتخاذ القرار بعد مناقشات مطولة لبحث آليات تمويل الخسائر والأضرار التى لحقت بالدول النامية بسبب تبعات تغير المناخ بعد أن شددت الدول المتقدمة خلال المفاوضات على أن يكون تمويل الخسائر والأضرار فى إطار الدعم وليس المسئولية أو التعويض .. 
ومن ناحية أخرى صرح د . الوك شارما رئيس الدورة السابقة COP26 بأن الدولة المصرية أثبتت قدرة تنظيمية هائلة لأكبر حشد دولى فى مواجهة تحديات المناخ ..

من ناحية أخرى أعتقد أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بكريستينا جور جييفا المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى والوفد المرافق لها يوم الاحد الماضى بمدينة شرم الشيخ من الاحداث المهمة قبل انطلاق فعاليات مؤتمر قمة المناخ ، خاصة فى ظل تصريحات الرئيس التى أكد فيها حرص الدولة المصرية على تكملة مسيرة الإصلاح الاقتصادى والهيكلى المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية وكذلك تعظيم مساحة دور القطاع الخاص ..

هد لقاء الرئيس بالمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزى ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى والمالية .. 

وأكدت كريستينا جور جييفا مواصلة صندوق النقد الدولى التعاون والشراكة المتميزة مع مصر لدعم مسيرة الإصلاحات الاقتصادية بها خاصة فى ضوء استقرار أدائها الاقتصادى خلال الفترة الماضية ، وما أظهرته من قدرة على الصمود واستيعاب التداعيات السلبية والصدمات الناجمة عن جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية نتيجة الحرب الروسية والأوكرانية والتى أثرت على اقتصاديات الدول الناشئة ، وأشادت فى هذا السياق بنجاح تعامل مصر مع تلك التداعيات والتغيرات المتلاحقة مما حافظ على المسار الأمنى للاقتصاد المصرى .. 

وبالنسبة COP27  - والكلام ما يزال للمدير التنفيذى للنقد الدولى - فقد جئنا الى هنا لتنفيذ الإلتزامات التى قطعناها جميعاً على أنفسنا ، وأود أن أشير الى أن تغير المناخ يؤثر تاثيراً بالغاً على أرواح الناس وسبل معيشتهم وكذلك على استقرار نظمنا الاقتصادية والمالية ، وهذا ما يجعله فى صلب إختصاص الصندوق ونحن نساعد البلدان من أعضاء الصندوق فى كافة أنواع الإجراءات المطلوبة بدءاً بوضع أهدافها المناخية وإنتهاء بالقياس الكمى للسياسات اللازمة وتنفيذها من أجل خفض الانبعاثات والتكييف مع الأحداث المناخية ..