وهــم الأحـلام

هالة فؤاد
هالة فؤاد

تأخذنا الأحلام‭ ‬تحلق‭ ‬بنا،‭ ‬فنصل‭ ‬بخيالنا‭ ‬للسماء‭ ‬ويصدمنا‭ ‬الواقع‭ ‬فنهبط‭ ‬بعنف‭ ‬صدمته‭ ‬لترتطم‭ ‬رؤوسنا‭ ‬بالأرض،‭ ‬وبين‭ ‬التحليق‭ ‬والهبوط‭ ‬تتأرجح‭ ‬أرواحنا‭ ‬وتتوه‭ ‬عقولنا‭ ‬وتتشتت‭ ‬نفوسنا‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬عبثية‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬سكينة‭ ‬استقرار‭ ‬وهدوء‭ ‬وسلام‭ ‬نفسى‭ ‬عصىّ‭ ‬على‭ ‬التحقق‭ ‬،‭ ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬البدايات‭ ‬مبشرة‭ ‬بتلك‭ ‬النهايات‭ ‬البائسة،‭ ‬وكأن‭ ‬القدر‭ ‬أراد‭ ‬إحكام‭ ‬قبضته‭ ‬ليزيد‭ ‬مأساتى‭ ‬شدة‭ ‬وتأزمًا‭ ‬،‭ ‬

كنت‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬فتاة‭ ‬تحلم‭ ‬بفتى‭ ‬أحلام‭ ‬تشعر‭ ‬معه‭ ‬بكل‭ ‬معانى‭ ‬الحب‭ ‬التى‭ ‬عاشتها‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬غنوة‭ ‬رددتها‭ ‬وكل‭ ‬مشهد‭ ‬رومانسى‭ ‬تابعته‭ ‬وكل‭ ‬قصة‭ ‬حكتها‭ ‬صديقة‭ ‬أو‭ ‬زميلة‭ ‬وروتها‭ ‬،‭ ‬

عندما‭ ‬دق‭ ‬قلبى‭ ‬بالحب‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬فتحت‭ ‬بابه‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬،‭ ‬رأيت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬جميلا،‭ ‬شاب‭ ‬وسيم‭ ‬يكبرنى‭ ‬بعامين،‭ ‬يعمل‭ ‬بالتجارة‭ ‬التى‭ ‬ورثها‭ ‬عن‭ ‬أبيه‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬فى‭ ‬الجامعة،‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تعارفنا‭ ‬تقدم‭ ‬لخطبتى،‭ ‬ولاقى‭ ‬ترحيبا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬أسرتى،‭ ‬الكل‭ ‬شهد‭ ‬له‭ ‬بحسن‭ ‬الخلق‭ ‬والطيبة،‭ . ‬

مرت‭ ‬فترة‭ ‬خطوبتنا‭ ‬بهدوء،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬التخوفات‭ ‬بدأت‭ ‬تتسلل‭ ‬إلىّ‭ ‬بعدما‭ ‬توقفت‭ ‬سريعا‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬التصرفات،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬االشبكةب‭ ‬التى‭ ‬اشتراها‭ ‬لى‭ ‬كانت‭ ‬متواضعة‭ ‬جدا‭ ‬بالقياس‭ ‬لمستوى‭ ‬خطيبى‭ ‬وأسرته‭ ‬المادية،‭ ‬كذلك‭ ‬كان‭ ‬مستوى‭ ‬الأثاث‭ ‬الذى‭ ‬اشتريناه‭ ‬وتشاركنا‭ ‬ثمنه‭ ‬مناصفة‭ ‬حسبما‭ ‬اتفق‭ ‬أهلى‭ ‬وأهله،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬كانوا‭ ‬مصرين‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أثاث‭ ‬متواضع‭ ‬وتجاهلوا‭ ‬رغبتى‭ ‬ورغبة‭ ‬أهلى،‭ ‬واستغلوا‭ ‬شعورنا‭ ‬بالإحراج‭ ‬من‭ ‬التطرق‭ ‬والإلحاح‭ ‬لتنفيذ‭ ‬رغباتنا‭.. ‬

تجاهلت‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بحسن‭ ‬نية،‭ ‬أو‭ ‬بالأدق‭ ‬كان‭ ‬حبى‭ ‬ورغبتى‭ ‬فى‭ ‬إتمام‭ ‬الزواج‭ ‬يفوق‭ ‬كل‭ ‬إنذارات‭ ‬التحذيرات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬الخطر‭ ‬المنذرة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬قادم،‭ .‬

وللأسف‭ ‬كان‭ ‬القادم‭ ‬أسوأ،‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭ ‬بدأت‭ ‬الأمور‭ ‬تضح‭ ‬وتكشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فى‭ ‬حسبانى‭ ‬وحملت‭ ‬معها‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬تعاستى،‭ . ‬

كان‭ ‬زوجى‭ ‬مقتصدا‭ ‬لدرجة‭ ‬الشح،‭ ‬يفكر‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬النقود‭ ‬من‭ ‬جيبه،‭ ‬يختلق‭ ‬الأعذار‭ ‬للتنصل‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬ما‭ ‬أطلبه‭ ‬منه،‭ ‬يلغى‭ ‬بنود‭ ‬أساسية‭ ‬اعتدت‭ ‬عليها،‭ ‬يجبرنى‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬ملابس‭ ‬متواضعة،‭ ‬ولا‭ ‬يهتم‭ ‬بتوفير‭ ‬مايلزمنا‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬للبيت،‭ ‬يرفض‭ ‬شرائى‭ ‬سيارة‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬تكاليفها‭ ‬كثيرة،‭ ‬يمنع‭ ‬استعانتى‭ ‬بمساعدة‭ ‬لى‭ ‬لتنظيف‭ ‬المنزل‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعتد‭ ‬دخول‭ ‬أى‭ ‬غريب‭ ‬يشاركهم‭ ‬ولوساعات‭ ‬محدودة‭ ‬فيه‭ .. ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬يكذب،‭ ‬فهو‭ ‬اعتاد‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحياة‭ ‬المتقشفة‭ ‬الشحيحة،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬مال،‭ ‬كان‭ ‬مظهرهم‭ ‬لا‭ ‬يوحى‭ ‬أبدا‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬خزائنهم‭ ‬من‭ ‬أموال،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الطمع‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جعلنى‭ ‬أفكر‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬لكنه‭ ‬الشح‭ ‬الذى‭ ‬يدفع‭ ‬البعض،‭ ‬ليس‭ ‬فقط،‭ ‬لعدم‭ ‬التمتع‭ ‬بنعمة‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬وكرمه،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬ليظهروا‭ ‬فى‭ ‬عيون‭ ‬الآخرين‭ ‬أقرب‭ ‬للفقراء‭ .. ‬

لم‭ ‬أكن‭ ‬أحلم‭ ‬بعيشة‭ ‬مبالغ‭ ‬فى‭ ‬رغدها،‭ ‬فقد‭ ‬نشأت‭ ‬فى‭ ‬أسرة‭ ‬تنتمى‭ ‬للطبقة‭ ‬المتوسطة،‭ ‬لكن‭ ‬حياتى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة‭ ‬لا‭ ‬تقارن‭ ‬بحياتى‭ ‬مع‭ ‬زوجى‭ ‬الثرى،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أشعر‭ ‬يوما‭ ‬بالحرمان‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬أبى،‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬طلباتى‭ ‬مجابة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يستطيع،‭ ‬وهو‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أحلم‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬زوجى،‭ ‬لم‭ ‬أشطط‭ ‬بأحلامى‭ ‬فأتمنى‭ ‬مايفوق‭ ‬قدرته‭ ‬لكنى‭ ‬فقط‭ ‬أريد‭ ‬حياة‭ ‬أقرب‭ ‬للطبيعية‭ .. ‬

حاولت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬لفت‭ ‬نظره‭ ‬لضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬حياتنا،‭ ‬وأن‭ ‬يوسِّع‭ ‬علينا‭ ‬قدرا‭ ‬ولو‭ ‬بسيطا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نبدو‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحال‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬متواضعة،‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬محاولاتى‭ ‬تبوء‭ ‬دوما‭ ‬بالفشل،‭ ‬يوقن‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬وتدعمه‭ ‬أسرته‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬اليقين،‭ ‬يتهمنى‭ ‬بالإسراف‭ ‬والتبذير‭ ‬وأننى‭ ‬أنظر‭ ‬تحت‭ ‬قدمى‭ ‬ولا‭ ‬أفكر‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحمله‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬متاعب‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬القرش‭ ‬الأبيض‭ ‬الذى‭ ‬يدخره‭ ‬الآن‭ ‬قيمة‭ ‬ونفعا‭ ‬فى‭ ‬أيام‭ ‬الضنك‭ ‬والسواد‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ .. ‬

لم‭ ‬أقتنع‭ ‬بوجهة‭ ‬نظره‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أطلبه‭ ‬أقل‭ ‬كثيرا‭ ‬مما‭ ‬أحتاجه‭ ‬ويحتاجه‭ ‬بيتى،‭ ‬مثلما‭ ‬لم‭ ‬يقتنع‭ ‬هو‭ ‬بوجهة‭ ‬نظرى‭ ‬مصرا‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬طبيعة‭ ‬حياة‭ ‬التقشف‭ ‬التى‭ ‬سئمتها‭ .. ‬

وازداد‭ ‬ضجرى‭ ‬بها‭ ‬بعدما‭ ‬كبر‭ ‬الأولاد‭ ‬وزادت‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬رفض‭ ‬إلحاقهم‭ ‬بمدارس‭ ‬خاصة،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬يعطنى‭ ‬فرضة‭ ‬حتى‭ ‬لاقتراح‭ ‬مدارس‭ ‬دولية‭ ‬عليه،‭ ‬رغم‭ ‬ثقتى‭ ‬بأن‭ ‬قدراته‭ ‬المادية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مصاريف‭ ‬تلك‭ ‬المدارس،‭ ‬ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬رفض‭ ‬إعطاء‭ ‬دروس‭ ‬خصوصية‭ ‬للأولاد‭ ‬بحجة‭ ‬أنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬لها،‭ ‬وأنها‭ ‬لعبة‭ ‬يتفنن‭ ‬المدرسون‭ ‬فيها‭ ‬لابتزاز‭ ‬الأهالى‭ ‬وأنه‭ ‬لن‭ ‬يشاركهم‭ ‬فيها،‭ ‬اما‭ ‬احنا‭ ‬اتعلمنا‭ ‬واتخرجنا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬دروسب،‭ ‬هكذا‭ ‬يكون‭ ‬الرد‭ ‬وكأنه‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬كوكب‭ ‬آخر‭ ‬وزمن‭ ‬آخر‭ .. ‬

بل‭ ‬هو‭ ‬بالفعل‭ ‬مازال‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬الماضى،‭ ‬يرفض‭ ‬اشتراك‭ ‬الأولاد‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬نادٍ‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬أى‭ ‬لعبة‭ ‬أو‭ ‬هواية‭ .. ‬

صارت‭ ‬حياتى‭ ‬معه‭ ‬أشبه‭ ‬بحياة‭ ‬أهل‭ ‬الكهف،‭ ‬أقرب‭ ‬للبدائية،‭ ‬حياة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬التطور‭ ‬ولا‭ ‬التحضر‭ ‬ولا‭ ‬مواكبة‭ ‬العصر،‭ ‬حياة‭ ‬منعزلة،‭ ‬جافة،‭ ‬شحيحة،‭ ‬خانقة‭ .. ‬

سئمت‭ ‬تلك‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬أفكر‭ ‬فى‭ ‬الطلاق‭ ‬لكن‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬أم‭ ‬تخشى‭ ‬على‭ ‬صغارها‭ ‬من‭ ‬الانفصال‭ ‬وتشتيت‭ ‬شمل‭ ‬الأسرة‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة،‭ ‬والأهم‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الانفصال‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الضنك‭ ‬والتقشف‭ ‬وعدم‭ ‬الوفاء‭ ‬بأبسط‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬أنا‭ ‬فى‭ ‬حيرة‭ ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬بالفعل‭ ‬ماذا‭ ‬أفعل؟

لصاحبة‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬أقول‭:‬

أقدِّر‭ ‬حيرتك‭ ‬وأتعاطف‭ ‬بشدة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬تعيشينها،‭ ‬أدرك‭ ‬أنك‭ ‬لم‭ ‬تبحثى‭ ‬عن‭ ‬ثراء‭ ‬فاحش‭ ‬ولن‭ ‬تطمعى‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬مبالغ‭ ‬فى‭ ‬رغدها‭ ‬كما‭ ‬ذكرت،‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬أحلامك‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬لتلك‭ ‬الحياة‭ ‬التى‭ ‬تعودتِ‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬أبيك‭ ‬كما‭ ‬ظهرت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلماتكِ،‭ ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬حياة‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬تكون‭ ‬أقرب‭ ‬لتلك‭ ‬الحياة‭ ‬التى‭ ‬يفرضها‭ ‬زوجك،‭ ‬فالحرص‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬والرغبة‭ ‬فى‭ ‬استثماره‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عائد‭ ‬منه‭ ‬والتقتير‭ ‬فى‭ ‬الإنفاق‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الشدة،‭ ‬والرغبة‭ ‬فى‭ ‬الادخار‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الأيام،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬لأقصى‭ ‬حد،‭ ‬والتفكير‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬قبل‭ ‬شراء‭ ‬الجديد‭ ‬وتأجيل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يرونه‭ ‬غير‭ ‬أساسى،‭ ‬تلك‭ ‬سمات‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬استثمار‭ ‬أموالهم‭ ‬لتأتى‭ ‬إليهم‭ ‬بالمزيد‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬وجاهتهم‭ ‬وهيئتهم‭ ‬الاجتماعية‭ .. ‬

قدرك‭ ‬أنك‭ ‬وقعتِ‭ ‬فى‭ ‬زوج‭ ‬ينتمى‭ ‬لتلك‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬التجار،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الاستسلام‭ ‬لذلك‭ ‬الوضع‭ ‬المفروض‭ ‬عليك‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصحيح‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬ضرره‭ ‬أصاب‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادك،‭ ‬

وأرى‭ ‬أن‭ ‬الطلاق‭ ‬ليس‭ ‬حلا‭ ‬ناجعا‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬حالتك‭ ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬كلماتك‭ ‬أيضا،‭ ‬يبقى‭ ‬المخرج‭ ‬الوحيد‭ ‬فى‭ ‬الصبر‭ ‬والإلحاح‭ ‬وممارسة‭ ‬كل‭ ‬الضغوط‭ ‬الممكنة‭ ‬لدفع‭ ‬زوجك‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬تقشفه‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاتك‭ ‬واحتياجات‭ ‬صغارك‭ ‬الأساسية،‭ ‬ربما‭ ‬يتطلب‭ ‬منك‭ ‬أيضا‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الأولاد‭ ‬وحاجتهم‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬تعليمهم،‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬محاولاتك‭ ‬السابقة‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بوسعك‭ ‬سوى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬وتكرار‭ ‬المحاولة،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ستنجح‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬فى‭ ‬تليين‭ ‬موقفه،‭ ‬لا‭ ‬تملى‭ ‬واصبرى‭ ‬وتحمّلى‭ ‬ابتلاءك،‭ ‬وجاهدى‭ ‬لمواجهته،‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سيجعل‭ ‬الله‭ ‬لك‭ ‬مخرجا‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬ضيق‭.. ‬