بعد الاختصار

حلم الكفراوى

عمرو جلال
عمرو جلال

«حلم التنمية فى سيناء «مات» مع وفاة الرئيس الراحل أنور السادات، والتنمية فى سيناء توقفت بفعل فاعل وأنا موجوع على سيناء وخايف على أولادى وأحفادى»..

هكذا قال نصًا المهندس الراحل حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق فى حوار صحفى بمناسبة ذكرى تحرير سيناء الـ٣١ عاما ٢٠١٣… اليوم وبعد ١١ عامًا يستطيع هذا الرجل الوطنى أن يستريح فى قبره ويطمئن على أولاده وأحفاده، فحلم تنمية سيناء أصبح حقيقة وواقعًا لا يمكن لجاحد إنكاره…

لن أتحدث عن تفاصيل ٤٦٠ مشروعًا عملاقًا التى تم تنفيذها فى شمال وجنوب سيناء خلال السنوات العشر الماضية ولن أتحدث عن مدينة الإسماعيلية الجديدة التى عبرنا بها خط بارليف لتكون أول مدينة سكنية متكاملة خلف هذا المانع الحصين وندمر بها خط التدخلات وفعل الفاعلين لمنع أى تنمية حقيقية فى سيناء ولن أتحدث عن مدينة رفح الجديدة ولا عن المشروعات السكنية فى العريش وشرم الشيخ وبورسعيد ولا عن التجمعات البدوية وقرى الصيادين وتطوير بحيرة البردويل ولا عن ٣١ مستشفى ومركزًا طبيًا ولا عن محطات تحلية المياه والكهرباء العملاقة ولا عن الجامعات الأهلية والمدارس الفنية ولا عن ٥ أنفاق تم تشييدها فى زمن قياسى أسفل قناة السويس لتصل إلى سيناء ذهابًا وإيابا فى مدة زمنية تتراوح من 15-20 دقيقة كل هذا تحدثنا عنه فى الأعوام الماضية..

اليوم سأتحدث عن مشهد مهم «ماستر سين» فى قصة تنمية سيناء وهو عودة محطة قطار العريش للحياة وانطلاق فعلى لمشروع قطار سكك حديد العريش/ طابا…

هذا المشهد يجب أن يسعد ويفتخر به كل مصرى لأنه مشهد مهم يقودنا إلى صناعة أهم ممر لوجستى فى تاريخ سيناء… ممر العريش/ طابا من الشرق إلى الغرب حيث يبدأ من ميناء العريش البحرى وحتى منفذ طابا البرى ويربط بينهما خط سكك حديد وهو امتداد لخط الفردان / بئر العبد / العريش مرورًا بمنطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء.

هذا المشروع أصبح اليوم حقيقة وسيشكل طريقا مهما يخدم حركة التجارة والصناعة والتعدين ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة مما يمثل أهمية اقتصادية كبيرة ويعتبر ممرًا لوجستيًا يربط مناطق الإنتاج بالموانئ البحرية من خلال خط السكة الحديد بطول 500 كم تقريبا.

محطة قطار العريش ليست بالجديدة، فقد كانت واحدة من المحطات المهمة التى كانت على خط سكك حديد (القاهرة - فلسطين - بيروت - دمشق - تركيا)، وكان الهدف من هذا الخط الحديدى الذى أنشأه الاحتلال البريطانى للدول العربية المذكورة نقل الجنود البريطانيين والأسلحة والذخيرة والآليات الحربية للثكنات العسكرية المنتشرة بالبلدان التى يمر بها هذا الخط إلا أن الاحتلال الإسرائيلى قام بتدميره بعد ٦٧ واستخدم القضبان فى تشييد خط بارليف.

اليوم نستعيد ونحرر ما سرق منا ويصبح النقل بالقطارات وسكك الحديد هو العنوان الأبرز فى الاستراتيجية الجديدة لتنمية سيناء فأى خط قطار يتم إنشاؤه يكون جاذبًا للعمران، حيث يزحف التعمير حوله بشكل كبير ويساهم فى تقليل المدة الزمنية لسفر المواطنين وأيضًا نقل البضائع بين موانئ مصر جميعها على البحرين الأبيض والأحمر.