ومضة

صابر سعد يكتب: إلى وزير الصحة.. أَكْثِر من «الخطيب»

صابر سعد
صابر سعد

هل جاءك نبأ مسئول يجيبك متى استغثت به حتى وإن كان بجُنْح اللَّيْلِ وفي يوم إجازة رسمية ويظل يتابع معك حتى مطلع الفجر؟

ربما قد تكون قد صادفت إنسانًا في موقع المسئولية يخدم كل من لجأ إليه، لكنك قلما تجد من ييسر لك الخدمة لتخفيف وجع مريض حتى وإن كانت خارج دائرة عمله.


لم أكن أعرفه من قبل، لكن الظروف قادتني للاتصال به من أجل مساعدة مرضى همَ لنجدتهم دون أن يسألني عن هويتي فما يهمه فقط خدمة من يطرق بابه.


 «لَا أرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا».. ربما يكون هذا لسان حال الدكتور خالد الخطيب وكيل وزارة الصحة في محافظة القليوبية كلما تقدم له الشكر عما لخدماته المتكررة -دون كلل أول ملل- لكل من يلجأ إليه، فدائما يقول: هذا واجبي تجاه المرضى فأنا خادم لهم.


كثيرة هي النماذج المضيئة التي تجسد إنسانية الدكتور خالد الخطيب، لكني أسوق إليك عزيزي القارئ موقفين يوضحان جليًا من هو هذا الملاك الذي يتبارى لمداواة المرضى كل وقت.


منذ أسبوع بحث جاري عن كيس دم من فصيلة نادرة فصَالَ وَجَالَ في مستشفيات القليوبية دون أن يجد ضالته، فهاتفت الدكتور الخطيب الذي لم يدخر جهدًا وسارع بالتواصل مع الوزارة وكُللت جهوده بالنجاح وحصلت المريضة على تلك الفصيلة من القاهرة بعد جهودٍ مضنية من "الخطيب"، فلم يكتفِ هذا المسؤول بالإجابة بأن تلك الفصيلة لا توجد بالمحافظة، لكنه سعى وتواصل خارج تلك الدائرة حتى ساهم في إنقاذ روح بكيس دم من محافظة أخرى.


قُبيل هذا الموقف، اتصلت بالدكتور الخطيب مساء الجمعة الماضية في ساعة متأخرة لحالة بحاجة لغرفة رعاية، فظل متواصلا معي حتى الصباح ولمدة 12 ساعة ونجح في إنقاذ حياة مريض كادت الجلطات أن تنهي حياته.

 بعدها سألت عن هذا الإنسان وعلمت أن ما عرفناه عن مواقفه الإنسانية هو غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ، فما لجأ إليه شخص إلا ورده مجبورًا.

كل هذا جعني أتسائل: هل يُكثر وزير الصحة من اختيار نماذج محبة للعمل وغير مرتبطة بـ«الروتين» كالدكتور خالد الخطيب؟