وجع قلب

بالراحة

هبة عمر
هبة عمر

كان الله فى عون المصريين فى هذا الوقت الصعب، وفى عون الحكومة أيضا، فلو صارحت الحكومة المواطنين بحقيقة الوضع الاقتصادى وطالبتهم بترشيد الاستهلاك يغضبون، ولو طالبوها بحسن إدارة الموارد المالية والبشرية وتقليل «الصب فى مصلحة المواطن» وتحميله فوق قدرته على الاحتمال تشعر بالضيق، والشعور بالضيق له عواقبه التى قد تزيد العلاقة برودا بين الطرفين.

الحل قد يكون بسيطا للغاية يلخصه التعبير العامى «بالراحة»، يعنى مايريد الشعب أن يقوله للحكومة «بالراحة علينا» فاستيعاب تغير القيمة الشرائية للعملة بعد تخفيض قيمتها يحتاج وقتا وإعادة ترتيب الأولويات لإصلاح الميزانية المرتبكة للأسرة المصرية، وحين ترتفع تكاليف الاحتياجات الأساسية كالطعام والشراب والعلاج والدواء ومصروفات التعليم مع ثبات الدخل تصبح المشكلة أكثر تعقيدا، يضاف إليها تضاعف رسوم استخراج أى ورقة رسمية من شهادات الميلاد والوفاة والزواج والقيد العائلى وغيرها، وزيادة قيمة فواتير الكهرباء والمياه أيضا، فلماذا تشعر الحكومة بالضيق حين لاتلمس تقدير المواطن لعملها بينما تستنكر شعور المواطن بالضيق لأنها لا ترفق به؟

لا ينكر أحد أن الحكومة تهتم بالطبقة محدودة الدخل من المواطنين، فتبنى لهم مشروعات الإسكان الاجتماعى وتخصص لهم برامج تكافل وكرامة وحياة كريمة وتعيد بناء المناطق العشوائية لتصبح مناطق صالحة للحياة، ولكنها فى المقابل لا تنظر لما تعانيه الطبقة الوسطى التى تتحمل معظم أعباء وتكاليف الأزمة الاقتصادية، وتسعى وحدها فى صراع البقاء على قيمها وأولها التعليم الجيد للأبناء بما يسمح لهم بإيجاد عمل مناسب، بينما التعليم الجيد تفوق تكاليفه قدرات أبناء هذه الطبقة، والعمل المناسب لايتوفر بدون التوصيات الضرورية، وحتى السكن المناسب باهظ التكلفة ولو كان فى مشروعات تتبناها الحكومة. أليس من حقها فى النهاية أن تقول للحكومة «بالراحة»؟