مصرية أنا

بين الفرح والبكاء !

إيمان أنور
إيمان أنور

لماذا يولد الانسان باكيا.. يعلو صراخه كل شئ ..ليطغى على فرحة وسعادة من يلتفون حوله فرحين بمولودهم الجديد ؟..
 سؤال محير يدور بمخيلتى .. من المفترض ان الطفل عندما يخرج من هذا الحيّز الضيق المظلم فى رحم الام الى هذا الفضاء الواسع الرحب المضئ ان يجلجل بالضحكات بعد ان أفرج عنه من هذا السجن القاتم .. بينما ما يحدث هو النقيض ؟!..
هل لأن هذا الوليد يعلم بحس خفى ما ينتظره من مصير فى هذه الدنيا ..
هل لانه يدرك فى اللاشعور انه يبدأ أولى خطوات رحلة الاختبار !؟..
هل لانه يعرف انه فى هذه الدنيا غريب وعابر سبيل !؟.. هل لانه عندما كان لايزال بعد فى عالم «الذر» تلقى تعاليم الحياة ومغرياتها المخيفة المرعبة وما يحدوها من اهوال ومخاطر ؟!.. أم ماذا !؟..
لا أظن ان احدا منا يستطيع الإجابة الحتمية على هذه الأسئلة .. فقد استهل الله سبحانه وتعالى سورة الانسان بقوله متسائلا: «هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئا مَّذْكُورًا».. وختم نفس السورة بقوله تعالى: «يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِى رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا»..
عندما نفكر قليلا فى رحلة الحياة القصيرة ندرك بكل حواسنا وجوارحنا كم هى عبثية ..
ونفطن إلى الحكمة الالهية من انها الاختبار الاهم للعبودية .. فقد منحنا الله الفرصة للتعبد والاقتراب والاستغفار والتوبة ليمنحنا فى نهايتها الصفح والعفو والمغفرة ..


ينبهنا ويذكرنا الله سبحانه فى كتابه الكريم دوما بالعقاب والثواب ويمد لنا يده ويفتح لنا بابه .. فهل من مجيب؟ ..
وهل من واع مستنير ؟..
فمن يقطع رحلته تحت مظلة رحمة الله سبحانه وتعالى ليضحك فى نهايتها !؟
يقول الشاعر :
ولدتك أمك باكيا مستصرخا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاحرص لنفسك أن تكون إذا بكوا
فى يوم موتك ضاحكا مسرورا.. !.