كلام على الهواء

وفى التعليقات سم قاتل

أحمد شلبى
أحمد شلبى

السوشيال ميديا فتحت الابواب الالكترونية أمام فوضى التعليقات على أى حدث سواء اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعيا أو اخلاقيا منتهكة بذلك الحرية المسئولة.
ما إن يمر حدث وإلا انطلقت التعليقات سواء بالهزل أو التخيل بأن وراء الاحداث مآرب ومعان أخرى دون التحقق من الدوافع والاسباب لقصور المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالاحداث وهنا يتحرك خيال اصحاب التعليقات وكتابة ما يحلو لهم دون مراعاة للحقيقة.


وطبعا التريندات تحقق مكاسب مادية لاصحابها فاصبحت الاحداث وان كانت معظمها مؤلمة أو ذات تأثير على حياة الناس مصدر رزق لاصحابها تحقق لهم مالاً وفيراً وليذهب المتضررون من هذه التريندات أدراج الرياح وتنعكس على المجتمع بآثار سلبية خاصة ما يتعلق منها بالناحية الخلقية.
 أذكر الناس بأن أول تريند ظهر فى حياة الناس هو حادث الإفك حول السيدة عائشة رضى الله عنها والتى تحمل نصف الدين عندما قال سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء».


فكيف يتهم الناس الصديقة بنت الصديق؟! ولكن هى هواية الناس دون التحقق من الحقيقة فأذاعوا الاتهامات الباطلة حولها والتى تمس الشرف والسمعة حتى ضاقت الحياة بها وهى بريئة ولم يشفع لها انها زوج رسول الله وبنت الصديق حتى طلبت ان ترحل إلى بيت أبيها. حتى جاءت براءتها من الله سبحانه وتعالى.
لم يتعلم الناس من حادث الافك.. وقد وجدنا فى الفترة الأخيرة  توحش التعليقات على بعض الاحداث التى تمس حياة الناس وتؤثر سلبيا على حياتهم وكأنها كلمات بها سم قاتل.


انها الفوضى الخلاقة التى يحرص الاعداء عليها لهدم قيم المجتمع وزرع الانقسام بين فئاته وزعزعة الثقة بالدولة خاصة الشائعات الاقتصادية والسياسية لعدم فهم القرارات التى تصدرها الدولة.


هناك جانب سلبى من الدولة - فى ظل فوضى التعليقات - لعدم الاسراع بتقديم الاسباب وحقيقة اصدار القرارات التى تمس حياة الناس.. ايضا هناك تقصير فى تقديم الدوافع خاصة فى الجرائم الانسانية بسرعة حتى لا نترك للمعلقين خيالهم بتقديم اسباب باطلة حول الاحداث مما ينعكس بالسلب على حياة الناس.. انها فوضى لابد من لجمها حتى لا تنهار المجتمعات وتصير مثل البخار عند الغليان الداخلى أو دخان فى الهواء.