هل يتذكرون أيام شرب البيرة؟!

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

حتى إبليس وهو كبير الشياطين يرتدي ثياب النصح، فقال لآدم؛ «هل أدلك على شجرة الخلد»..؛

هذا هو حال العصابة الإخوانية ومنذ نشأتهم من 94 عامًا كانوا يخيرونا ما بين الفردوس الذي لو فقدناه في ظلهم، لحق علينا الجحيم والعذاب، مثلهم مثل الدجالين والمشعوذين الذين يروجون دائمًا إلى أن هناك مدينتين تحت الأرض يتصارع فيها الأخيار والأشرار من الجن، رغم أن العلماء ومنذ الأزل أكدوا أن الكرة الارضية هي كرة ضخمة في كون واسع يعيش سكانها على سطحها، ولا يوجد عالم آخر في باطنها اللهم إلا في خيالنا المريض؛ فالقضية مع هذه الجماعة الإرهابية ليست احتواء صراع فكري وإنما القضاء على تنظيم إرهابي تسربل بالدين، فلا مساومة مع تنظيم لم يعمل يومًا لصالح مصر وهذا ثابت في أدبياتهم، اقتادوا «الدراجات البخارية» في الماضي وحرقوا القاهرة سنة 1952.

فبعد قيام ثورة يوليو 52 وقف منها الإخوان في بادئ الأمر موقفًا سلبيًا حتى تأكد لديهم رسوخ أقدامها فما لبثوا أن تحولوا عن هذا الموقف السلبي محاولين فرض وصايتهم على الثورة - تمامًا مثلما فعلوا ونجحوا مع هوجة 25 يناير لأنها كانت بلا قائد يحمل صفات الزعامة – فلما وجدوا أن ما أرادوه بعيد المنال سعوا الى التحرش بها وإثارة المتاعب في طريقها ولأنها جماعة احترفت التآمر والغدر والجبن والإرهاب والاغتيالات – فذلك هو تاريخهم بالأمس وهو حاضرهم اليوم أيضًا لا يختلفون في أخلاقهم عن اليهود وكما شهد بذلك الشيخ أسامة القوصي الباحث والداعية الإسلامي عندما قال: «إن الجماعات التكفيرية تنتهج نفس منهج اليهود، مشيرًا الى أن القيادي الإخواني محمود عزت– المحبوس حاليًا - كان زميله بالجامعة ونصحه بقراءة كتاب بروتوكلات حكماء صهيون ليتعلم منهم الخداع والمكر»؛ فكر الاخوان في طريقة يصطدمون بها بشباب ثورة يوليو 52 فاتفقوا على إقامة احتفال بذكرى شهداء معارك القنال عام 1951 في جامعتي القاهرة والإسكندرية في يوم واحد، وقد ذهب أفراد عصابة الإخوان صباح يوم 12/1/1954 إلى الجامعتين ولديهم تعليمات بالاستعداد لإظهار قوتهم حتى لا يكون هناك صوت فوق صوتهم إلا أن معارك التحرير شارك فيها شباب مصر كلهم وليست حكرًا للإخوان وحدهم، فاصطدم بهم الإخوان وحدثت معارك بين الطرفين أُصيب فيها الكثيرون؛ دفعت مجلس قيادة الثورة إلى اصدار بيان كبير أهم ما جاء فيه: «ومن يوم قيام الثورة ونحن في معركة لم تنته بعد، معركة ضد الاستعمار لا ضد المواطنين وهذه المعركة لا تحتمل المطامع والأهواء التي طالما نفذ الاستعمار من خلالها ليحطم وحدة الأمة وتماسكها فلا تقوى على تحقيق أهدافها، ولقد أثبت تسلسل الحوادث أن هذا النفر من الطامعين – يقصد البيان الإرهابية – في الحكم لإحداث انقلاب في نظام الحكم القائم».

وقد كشفت وثائق الثورة، أنه في يوم صباح الثورة تم استدعاء حسن العشماوي لسان حال المرشد العام للإخوان إلى مقر القيادة العامة في كوبري القبة وابلاغه أن يصدر المرشد بيانًا لتأييد الثورة ولكن المرشد حسن الهضيبي بقي في مصيفة بالإسكندرية لائذًا بالصمت فلم يحضر الى القاهرة إلا بعد عزل الملك، ثم أصدر بيانًا مقتضبًا طلب بعده أن يقابل أحد رجال الثورة فقابله الرئيس جمال عبد الناصر في منزل صالح أبو رفيق الموظف بالجامعة العربية، وقد بدأ المرشد حديثه مطالبًا بتطبيق أحكام القرآن في الحال، فرد عليه جمال عبد الناصر: «أن هذه الثورة قامت حربًا على الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي والاستعمار البريطاني وهي بذلك ليست إلا تطبيقًا لتعاليم القرآن الكريم»، فانتقل المرشد بالحديث قائلاً: «أنه لكي تؤيد هيئة الاخوان الثورة، أن يُعرض عليه أي تصرف قبل إقراره، فرد عليه رجل يوليو القوي قائلاً: «إن هذه الثورة قامت بدون وصاية أحد عليها وهي لن تقبل بحال أن تُوضع تحت وصاية أحد»، وطبيعي أن لا يلقى هذا الحديث قبولاً في نفس المرشد، فهل يسكت ويراجع جماعة الاخوان الإرهابية مواقفهم؟!، أبدًا فانتقل المرشد بالحديث إلى تحديد الملكية، وقال إن رأيه أن يكون الحد الأقصى 500 فدان، فرد عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن الثورة رأت التحديد بمائتي فدان فقط.

ولأن هذا الحديث لم يلق قبولاً من نفس المرشد، فناصبتها العداء باتصالات مريبة بالانجليز، وتوالت حروب الأكاذيب للتشكيك في الثورة وأهدافها وفي قادتها، فهذا ما كان يريده أولئك المجرمون في الماضي، وسعوا إليه على مر تاريخهم المخضب بالدماء.

ولأن المجرم بلا عقل ولا تمييز، عندما انكشفت خطتهم الإجرامية بالانقلاب على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مؤامرة 65، بدعم وتمويل خارجي، وبدأت قوات الشرطة في اعتقالهم، خرجوا من بيوتهم كالجراد لا إلى القدس بالملايين ولكن إلى البارات وفتحوا زجاجات البيرة وشربوا وصرخوا «احنا مش إخوان»، وأصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كتابًا عنهم وقتها بعنوان «رأي الدين في إخوان الشياطين».

[email protected]